استشهد شاب فلسطيني، اليوم جراء قصف طائرة حربية إسرائيلية شرق غزة، بحسب ما أكّدت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع المحاصر، من دون أن تنشر تفاصيل هويته. وكان جيش الاحتلال قد قال في وقت سابق، إن «طائرة إسرائيلية أطلقت النار على شاب فلسطيني مسلح قرب السياج الشائك». يأتي ذلك، بعدما استشهد شاب آخر، متأثراً بجروح خطرة أصيب بها يوم الجمعة الفائت. في المقابل، أصيب ثلاثة صيادين قبالة بحر غزة نتيجة إطلاق النار من بوارج حربية إسرائيلة باتجاههم.
ضمن هذا الإطار، يتحضر الفلسطينيون في قطاع غزة غداً لمسيرة العودة التي انطلقت فعالياتها منذ أسبوع، وارتقى فيها أكثر من 17 شهيداً وآلاف الجرحى، تحت اسم «جمعة الكوشوك». ومن أجل إعاقة الرؤية أمام قناصة جنود العدو، بدأ الشبان منذ يوم الاثنين الماضي بحملة لتجميع عشرة آلاف دولاب مطاطي لإشعالها في المكان، إضافة إلى إقامة السواتر الترابية.
إلى جانب العمل الميداني، بدأت مجموعة من قراصنة الإنترنت المجهولين، معظمهم عرب وأجانب متضامنون مع قضية فلسطين، بشنّ حملة إلكترونية لقرصنة المواقع الإسرائيلية على الشبكة، مهددةً بأن ذروة الحملة ستكون يوم السبت في السابع من الشهر الجاري. وقد استُهدفت، أول من أمس، عدّة مواقع إلكترونية؛ حيث أُزيلت صفحتها الرئيسية، لتحلّ مكانها عبارة «القدس عاصمة فلسطين... ولن ننسى شهداءنا» مرفقة بصورة من مسيرة العودة، قبل أسبوع.
في السياق، قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، إنّ «القراصنة أكّدوا في شريط مصوّر، نشروه على المواقع التي تعرضت للهجوم الإلكتروني، أن الهجوم (الذي نفذ أول من أمس) جاء تضامناً مع سكان غزة، متوعدين بقطع الإنترنت عن إسرائيل».
وبالعودة إلى الاسم المزمع تنظيم المسيرة تحت عنوانه، أكّد مشاركون في التحضيرات لـ«الأخبار»، أنّها « ستكون جمعة تكريم الشهداء. وبالنسبة إلى الكوشوك (الكاوتشوك)، فقد اختير الاسم نظراً لاستشهاد الشاب عبد الفتاح عبد النبي، الذي كان راكضاً، وبيده دولاب مطاطي، قبل أن يهوي أرضاً، بعدما أصابه قناصة العدو بالرصاص في جسده». وشرح المشاركون أنهم يتوقعون «أعداداً كبيرة بالآلاف ستزحف نحو الشريط الشائك، والفاصل مع بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة»، غير مستبعدين ارتقاء شهداء إضافيين.
وعلى ما يبدو، فإنّ الأسلوب الذي سيتبعه الشبان غداً للتشويش على القناصة، أثار حفيظة ما يسمى «منسق الأعمال الحكومية في الضفة وغزة»، يوآف مردخاي، الذي بعث برسالة عاجلة إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، يناشده فيها بالتدخل الفوري لوقف مخطط المتظاهرين لحرق عشرة آلاف دولاب. وقال في رسالته: «إن هذا يعتبر حدثاً بيئياً خطيراً سيضر بصحة السكان، متسبباً في حالات تلوث لم يسبق لها مثيل». وقد نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن مسؤولين تأكيدهم «مطالبة مستوطني غلاف غزة بالبقاء في منازلهم، والتأكد من إغلاق النوافذ والأبواب والجلوس بعكس اتجاه الريح».