قُبيل أيام قليلة على ذكرى النكبة، ومع اقتراب «مخيمات العودة» إلى نحو 500 متر من الحدود مع فلسطين المحتلة، استشهد مواطن فلسطيني أمس وأصيب أكثر من 448 بجراح في مواجهات طويلة وممتدة خلال الجمعة السابعة لـ«مسيرات العودة» على الحدود في قطاع غزة. وأفادت وزارة الصحة عن استشهاد المواطن جبر أبو مصطفى (40 عاماً) بطلق ناري في الصدر شرقي خان يونس، فيما يرقد في المستشفيات ثمانية مصابين بجراح خطيرة، ثلاثة منهم بحالة «حرجة جداً». وأوضحت الوزارة أن من بين المصابين سبع سيدات و25 طفلاً وعشرة من المسعفين. وبذلك، يكون عدد الشهداء قد ارتفع إلى 48 إلى جانب إصابة نحو 5 آلاف بالرصاص الحي والاختناق، بينهم عشرات بحالة خطيرة.وبينما حملت مسيرات أمس عنوان «جمعة النذير»، توالت التحذيرات الإسرائيلية ومحاولات الترهيب من يومي الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الجاري (الاثنين والثلاثاء)، إذ قالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن الجيش الإسرائيلي يدفع بـ 11 كتيبة على حدود القطاع، في ظل أن «تظاهرات الاثنين والثلاثاء لن تكون كسابقاتها»، إضافة إلى أن الجيش وقوات الشرطة ستعزز وجودها في القدس والضفة وفي مدن الداخل المحتل بآلاف الجنود، إضافة إلى مساهمة قوات «حرس الحدود». ونقلت الصحيفة عن ضابط في ما يسمى «القيادة الجنوبية» قوله إن الجيش يتوقع أن تكون المسيرة الكبرى لسكان غزة «أكثر عنفاً من جميع المسيرات خلال الأسابيع الماضية... يتوقع أن يحشد الفلسطينيون أنفسهم في 17 نقطة إلى جانب امتداد الأحداث إلى الضفة، وشرقي القدس، لذلك ستنشر 11 كتيبة على امتداد الحدود مع غزة. أما في الضفة، فستعزز القوات بوحدات أخرى».
في المقابل، توعد رئيس المكتب السياسي لـ«حركة المقاومة الإسلامية» (حماس)، إسماعيل هنية، بتحويل «النكبة التي حلّت بفلسطين إلى نكبة تحل بإسرائيل والمشروع الصهيوني»، داعياً إلى «الزحف الكبير» هذا الأسبوع. وقال خلال كلمة أمام آلاف المواطنين في مخيم للعودة شرقي البريج، وسط القطاع، إن «هذه أرضنا... بيوت أجدادنا وآبائنا سنعود إليها، شاء من شاء وأبى من أبى، واللي مش عاجبو يشرب من بحر غزة. نحن على موعد مع الزحف الكبير في يومي 14 و15 مايو».
وأضاف هنية: «كل شعبنا سيكون في شوارع فلسطين وأزقة القدس وفي شوارع الـ 48، وكل جالياتنا في أوروبا وأميركا اللاتينية والكاريبي وحتى في الولايات المتحدة، سيقفون وقفة رجل واحد في كل أنحاء الدنيا لنقول لـ(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب الذي ينقل سفارته إلى القدس، إن القدس إسلامية عربية». ووفق رئيس «حماس»، ستكون هناك مسيرات من مخيمات لبنان على حدود فلسطين الشمالية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الفلسطينيين الأردنيين الذين «زحفوا اليوم (أمس) إلى منطقة الكرامة التي تشرف على فلسطين». وتابع: «هذا النمر الذي جوّعوه وحاصروه 11 سنة وحاولوا قتله بأربع حروب كسر القفص وخرج ولن يعود إلا بكسر الحصار والنصر».
أما في الضفة، فاستشهد أمس هاني فايز عداربة (23 عاماً)، من سكان بلدة بيت أولا شمال غرب الخليل (جنوب الضفة) متأثراً بإصابته بعد تعرضه لحادث دهس من حافلة إسرائيلية في السابع من الشهر الجاري في منطقة جورة بحلص شمال الخليل. وميدانياً، أصيب شبان بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط خلال مواجهات اندلعت بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في مناطق عدة.
في شأن متصل، أعلنت السفارة الفلسطينية لدى القاهرة، أمس، أن السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح البري مع غزة أربعة أيام، بدءاً من اليوم السبت حتى الثلاثاء المقبل لسفر وعودة المواطنين في الاتجاهين، وذلك بعد مدة قصيرة على فتحه بطريقة مشابهة. ويربط كثيرون بين هذه التسهيلات ومحاولة احتواء الوضع في غزة، وخاصة أن المبعوث الأميركي لـ«عملية السلام» في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، كشف عن اجتماع عقده مساء أول من أمس برئيس جهاز «المخابرات العامة» المصرية، عباس كامل. وقال غرينبلات أمس: «الليلة الماضية التقيت اللواء عباس كمال، في جمهورية مصر العربية، لمناقشة زيادة التعاون بين الولايات المتحدة ومصر، والحاجة الملحة إلى تقديم الإغاثة الإنسانية إلى غزة».
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال مستوطناً أطلق طائرة ورقية محملة بمواد حارقة صوب غزة، لكن حركة الرياح كانت معاكسة لاعتدائه فسقطت الطائرة في الجانب الإسرائيلي مخلفة حريقاً كبيراً.