أعلن وزير التربية والتعليم نفتالي بينت، ووزيرة القضاء إيليت شاكيد، انسحابهما من حزب «البيت اليهودي» (صهيوني ديني)، وخوضهما الانتخابات البرلمانية بحزب جديد أطلقا عليه اسم «اليمين الجديد».إعلانهما هذا جاء في مؤتمر مشترك عقداه في تل أبيب، وبيّنا فيه أنهما يؤسّسان حزباً جديداً لا تختلف أيديولوجيته عن حزب «البيت اليهودي» سوى أنه غير ديني، ويسعى إلى كسب أصوات اليمينيين العلمانيين غير الراضين عن أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحزبه «الليكود». وهو في الوقت ذاته، دعوة «اليمينيين من المتدينين والعلمانيين على السواء ليكونوا في بيت واحد».
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، قال بينت إن «الشراكة الجديدة شراكة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى»، مؤكداً أن «اليمين هو اليمين... ضد إقامة دولة فلسطينية، وضد إطلاق سراح الأسرى».
أمّا شاكيد، فقالت في كلمتها إن هناك «ضرورة لوجود شراكة حقيقية بين العلمانيين والمتدينين». وأضافت أنه «في عام 2012 وصلنا إلى البيت اليهودي، حيث تتجسّد الشراكة الحقيقية بين المتدينين والعلمانيين. لقد مرّت ست سنوات وأنا ممتنة للصهيونية الدينية التي فتحت أبوابها أمامي، فلطالما شعرت بأنني في المنزل».
ومن المتوقّع، وفق ما أفادت وسائل إعلام عبرية، أن تنضمّ إلى بينت وشاكيد أيضاً رئيسة «البيت اليهودي»، شولي رفائيلي. وبانضمامها، سيتحقّق عدد الأعضاء المطلوب للانشقاق عن القائمة.
وفي السياق، قالت رفائيلي إن «الوقت حان لتوسيع البيت، مع اليمين الجديد. ستعود إسرائيل إلى الأبد، باستجابة الحزب (اليمين الجديد) بشكل صحيح للاحتياجات الاجتماعية للمجتمع الإسرائيلي».
وإثر إعلان القائمة اليمينية الجديدة، شنّ مسؤولون في حزب «الليكود» هجوماً كلامياً لاذعاً على بينت وشاكيد. واتهمت وزيرةُ الثقافة والرياضة، ميري ريغيف، «بنيت وشاكيد بأنّهما تركا البيت اليهودي، بعدما استغلّاه لأغراضهما»، متوجهة إلى «جمهور الصهيونية الدينية»، بالقول: «تعالوا إلى الحزب الحقيقي لليمين، صوّتوا لحزب الليكود الذي يتّسع للمتدينين والعلمانيين، والشرقيين والغربيين على حدٍّ سواء».
أمّا وزير المواصلات والشؤون الاستخبارية، يسرائيل كاتس، فقال إن «تقسيم البيت اليهودي وتشكيل حزب اليمين الجديد، لن يُضيف أصواتاً إلى المعسكر القومي الصهيوني، بل العكس هو الصحيح، فإن الأمر سيؤدّي إلى بعثرته وإضعافه، والتسبب بعودة اليسار إلى السلطة».
كذلك، هاجم وزير السياحة، ياريف ليفين، بينيت وشاكيد، واصفاً قرارهما بأنه «انتهازي وعكس مصالح اليمين ويمكن أن يخدم اليسار فقط».

خفض نسبة الحسم؟
في أعقاب إعلان الوزيرين بينت وشاكيد تشكيل حزب «اليمين الجديد»، قالت شركة الأخبار الإسرائيلية (القناة الثانية سابقاً)، إن نتنياهو، يسعى إلى جانب شركائه في الائتلاف إلى خفض نسبة الحسم.
ونسبة الحسم هي الحدّ الأدنى من الأصوات التي يشترط القانون الحصول عليها من قبل حزب ما ليكون له حق المشاركة في الحصول على أحد المقاعد المتنافَس عليها في الانتخابات. والحزب الذي ينال أصواتاً أقل من نسبة الحسم، لا يفوز بأي مقعد وتُلغى الأصوات التي حصل عليها.
الهدف من ذلك، بحسب شركة الأخبار، هو من أجل تمكين جميع الأحزاب اليمينية الصغيرة من تجاوز نسبة الحسم والفوز بالمقاعد من أجل الدخول إلى الكنيست. ومن المتوقع أن تقرّر اللجنة التوافقية للكنيست خفض نسبة الحسم التي تستند إلى مشروع قانون كان قد قدّمه قبل نحو شهرين، عضو الكنيست، ميكي زوهر.