للمرة الرابعة، أُلغيت في اللحظات الأخيرة زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، إلى دولة الإمارات. أذلّ نتنياهو نفسه ورئيس الموساد لزيارة الإمارات قبل 12 يوماً من انتخابات الكنيست الرابعة المقررة في 23 آذار الجاري. إلغاء الزيارة هذه المرة لم يكن سببه إسرائيلياً داخلياً ولا رفضاً إماراتياً، إنما عرقلة أردنية مقصودة، ردّاً على الإهانة التي وجهتها حكومة العدو لولي العهد الأردني بمنعه من زيارة مسجد الأقصى في القدس المحتلة أمس. إذ قالت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أمس، إن «الزيارة المخصصة لولي العهد الأردني، ألغيت بسبب عدم التزام المملكة بالتفاهمات التي توصلت إليها مع إسرائيل، حول التنسيق الأمني الخاص بالزيارة».
وكشفت الهيئة أنه «لدى وصول القافلة إلى معبر الملك حسين، تبيّن أن عدد حراس الأمن الأردنيين أكثر مما اتُّفق عليه وتم منعهم من الدخول، وبالتالي أعيدت القافلة الأردنية أدراجها؛ كما قرر الأمير الأردني، الذي كان في طريقه إلى المعبر العودة أدراجه. التصرف الإسرائيلي استدعى رداً أردنياً بمنع طائرة نتنياهو من المرور بأجواء المملكة، ما تسبب بإلغاء الزيارة.

بدوره، قال أحد المسؤولين الإسرائيليين للمحلل السياسي لموقع «واللا» العبري، باراك رافيد، إن «تنظيم الزيارة للإمارات انطوى على خلل منذ البداية وحتى النهاية»، محمّلاً مسؤولية فشلها «على رئيس الموساد، يوسي كوهين، وتنسيقه الضعيف مع الأردنيين»، واصفاً الزيارة بأنها «وُلدت بإثم وماتت بإثم».

ومنذ صباح اليوم، حاول نتنياهو التخفيف من الإهانة بتسريب خبر أنه يدرس إلغاء زيارته بسبب دخول زوجته إلى المستشفى، وكان المتحدث باسم مكتب رئيس الحكومة، قد قال إن «نتنياهو سيرافق زوجته طوال الفحوصات»، لكن وبعد كشف حقيقة السبب نشر مكتب نتنياهو بياناً آخر أكد فيه «بسبب صعوبات في تنسيق الرحلة الجوية في المجال الجوي الأردني تأجلت الزيارة».

وأضاف البيان أن «هذه الصعوبات نجمت على ما يبدو من إلغاء زيارة ولي العهد الأردني لجبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) إثر خلاف حول موضوع الترتيبات الأمنية والحراسة في المكان». وقال إن «الأردن أعلن في الساعة الأخيرة أنه يسمح لرحلة رئيس الحكومة الجوية بالعبور في سماء الأردن، لكن بما أن البلاغ جاء متأخراً، تم الاتفاق بين رئيس الحكومة وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، أن ينسقا موعداً آخر لزيارة رئيس الحكومة».

وفي وقت لاحق، قال نتنياهو إن حكومته توصلت إلى اتفاق لتصحيح الأوضاع مع الأردن. وأكد في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيسَي حكومة المجر والتشيك، أنه تحدث مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، واتفقا على أن يزور الإمارات «قريباً جداً»، مشيراً إلى أن الإمارات «ستقوم باستثمار 10 مليارات دولار في مشاريع مختلفة بإسرائيل‎».