تتقدّم المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، على طريق التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة، يريد الأخير منها تحقيق أحد أهداف حربه، والذي فشل في بلوغه بالضغط العسكري، فضلاً عن فشله في «القضاء» على «حماس»، فيما تتطلّع الأولى من خلالها إلى تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وخصوصاً من ذوي المحكوميات العالية، ووقف العدوان المستمرّ على قطاع غزة، وترتيب تفاهمات تتعلّق بالوضع في القطاع بعد الحرب، من مثل إعادة الإعمار ورفع الحصار. وإذ تؤمن قيادة المقاومة بأن ورقة القوة الحقيقية بيدها، هي هذا العدد الكبير من الأسرى، وأن ما يمكن لها تحقيقه من خلال هذه الورقة، لن يكون ممكناً بلوغه من خلال أيّ طريقة أخرى، يرى العدو التبادل طريقاً إلزامياً صعباً لإعادة الأسرى، لكنه ليس، في أي حال، طريقاً لإنهاء الحرب. ومن هنا، تنبع «الفجوات» التي تصعّب الوصول إلى تفاهم كامل.