وقبل ذلك، تمّ رصد عدد من الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، أول من أمس، وكان أبرزها هجوم بطائرة مُسيّرة على سفينة أميركية تحمل شحنة من الغاز المسال، بالقرب من الحديدة. وقالت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية»، إن الهجوم وقع جنوب البحر الأحمر على بعد 65 ميلاً بحرياً من شواطئ الحديدة، مضيفة أن «قبطان سفينة تجارية أبلغ عن وقوع انفجار على مسافة قريبة من الجانب الأيمن لها»، في حين أعلنت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري أن انفجارين وقعا قرب سفينة تجارية مملوكة لجهة أميركية كانت ترفع علم جزر مارشال.
وتطوّرت عمليات أول من أمس في البحر الأحمر إلى حالة اشتباك عسكري مع البوارج والمدمّرات الأميركية والبريطانية، استمرت حتى الفجر. وذكرت مصادر ملاحية مطّلعة، في حديث إلى «الأخبار»، أن أصوات الانفجارات سُمعت على سواحل محافظة الحديدة، وهو ما أكّدته القيادة المركزية الأميركية، في بيان، قائلة إن القوات البحرية الأميركية واجهت هجوماً صاروخياً كبيراً تمثّل في إطلاق تسعة صواريخ وطائرتين مُسيّرتين في اتجاه سفنها في البحر الأحمر، مضيفة أن إجمالي ما أطلقته صنعاء، السبت، بلغ 14 صاروخاً وطائرتين مُسيّرتين. وأشار البيان إلى أنه لم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات في السفن القريبة.
واشنطن تسحب مجموعة مشاة البحرية «باتان» من البحر الأحمر، من دون الإعلان عن خطط لاستبدالها
كذلك، قالت القيادة المركزية إن بحريتها أطلقت النار على خمسة زوارق سطحية مُسيّرة وطائرة من دون طيار في المناطق التي تسيطر عليها حركة «أنصار الله» في اليمن، «دفاعاً عن النفس»، من دون أن تبيّن كيفية حصول تلك المواجهة. وفي أعقاب ذلك، شنّت طائرات العدوان الأميركي - البريطاني، سلسلة غارات جوية استهدفت أربع منها مديرية الطائف في الحديدة، وواحدة مديرية التعزية في محافظة تعز، وإضافة إلى أخرى على مديرية عبس في حجة. وأوضحت مصادر أمنية، لـ«الأخبار»، أن الغارات لم تنجم عنها أي أضرار، إلا أنها جاءت بعد حدوث اشتباكات بحرية، وكردّ فعل على هجوم صاروخي شُن من قبل قوات صنعاء على بوارج ومدمّرات أميركية وبريطانية في البحر الأحمر.
وتسبّب تصاعد المعركة في البحر الأحمر وخليج عدن واتساع نطاقها إلى المحيط الهندي، بإرباك كبير للقوات البحرية الأميركية والبريطانية. وتزامن ذلك مع إعلان الولايات المتحدة سحب مجموعة مشاة البحرية الـ26 «يو إس إس باتان» من البحر الأحمر، من دون الإعلان عن خطط لاستبدالها قريباً. وتحدّث مسؤولون أميركيون عن أن البحّارة الأميركيين يعانون من الإجهاد، وأن فترة انتشارهم الطويلة تؤثر سلباً عليهم، حيث ظلّوا نحو خمسة أشهر على متن القطع الحربية من دون أي وسائل تواصل مع أهاليهم، أو أيام استراحة.