أثناء إلقاء وزير العمل كميل أبو سليمان كلمته، أمس، في الدورة 108 لمؤتمر العمل الدولي لعام 2019، المنعقد في جنيف، انتشر خبر أنّ الوفد السوري المشارك في المؤتمر انسحب من القاعة اعتراضاً على كلمة أبو سليمان. ولم يتأخر حزب القوات اللبنانية في استثمار الأمر لمصلحته، وبدأ «بتعليق النياشين» بأنّ له «الشرف» بأن يُقاطع الوفد السوري كلمة وزيره. إلا أنّ «القوات»، لم تُفلح هذه المرة بتوظيفها الخبر في السياسة، لأنّه افتقر إلى الدقة. إذ إن الوفود المشاركة في المؤتمر تتألف من «عناصر إنتاج» ثلاثة ــــ أو وفود ثلاثة ــــ وهي: وفد الدولة، وفد أرباب العمل ووفد العمال. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن من انسحب من القاعة كان وفد العمال السوري، وبمبادرة فردية من القائمين عليه، من دون العودة إلى الوفدين الآخرين (الدولة وأرباب العمل)، اللذين كانا أصلاً خارج القاعة، يُشاركان في اجتماع ثنائي بين وزيرة الشؤون الاجتماعية السورية ووزير العمل البيلاروسي. ويعود انسحاب وفد العمال السوري، إلى «اعتراضه على الطريقة التي يجري التعامل بها مع العمال السوريين. وفي الدرجة الثانية يأتي الموقف من الوزير وفريقه السياسي». وأكّدت مصادر معنية أن ما جرى لم يكن رسالة ضدّ لبنان، «لأنّ كلمة أبو سليمان كُتبت بالتعاون مع البعثة الدبلوماسية اللبنانية في جنيف، ولا تشذ عن المواقف الرسمية للدولة، ولم تكن تحمل أي مواقف تصعيدية». وللتأكيد على كلامها، تعود المصادر إلى الكلمة التي ألقاها رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميّل أول من أمس خلال جلسة عامة، والتي تناول فيها ملف النزوح، ولم يُقاطعها أحد من الوفد السوري.