«نحن لسنا حراكاً، نحن ثورة». عبارة خطّها، فجر أمس، أحد المعتصمين على الطريق المقطوع في جل الديب. محاولة الجيش اللبناني فضّ الاعتصام بالقوة صباح الأربعاء واستقدام تعزيزات، دفع المعتصمين إلى التخوّف من إعادة الكرّة صباح أمس. لذلك، لم يخلوا ساحة الاعتصام ليل الأربعاء - الخميس، افترشوا الطرقات وركنوا سياراتهم وسطها على خطّي الأوتوستراد. استفاق المعتصمون على أغاني فيروز وإضاءة الشموع بشكل العلم اللبناني، وكانت التحيّة الأولى لكل مناطق التظاهرات، وبعكس التوقّعات لم يستقدم الجيش تعزيزاته أمس، ولم يحاول فتح الطريق. ساد الهدوء والترقّب بانتظار كلمة رئيس الجمهوريّة ميشال عون. استنكار المعتصمين لم يكن لعدم استجابة الحكومة بعد ثمانية أيام من قطع الطريق، لمطلبهم باستقالتها وحسب، بل حيال اجتزاء فيديو وزّع عبر السوشيل ميديا يصف «حزب الله بالإرهابي».
(هيثم الموسوي)

إيلي الذي كان متواجداً بين المعتصمين أول من أمس، يوضح «أن الفيديو مجتزأ ولم يبيّن كيف تمّ فوراً إسكات المجموعة الصغيرة التي ردّدت الشعار، وهي لا تمثّل إلاّ نفسها. السلطة تحاول في كل منطقة خلق شرخ بين المعتصمين، في حين أننا متنوّعون ومعنا مواطنون من الجنوب وطرابلس». ويشدّد على «أن الجميع يحاول تسييس التحرّك، بينما نحن من أبناء المنطقة ونسيجها، ومطالبنا معيشيّة محقّة».
يستغرب ميشال «تصويب الإعلام على انضمام النائب سامي الجميل إلينا لحظة تدخّل الجيش، وعدم تركيزه على أننا هتفنا أنه من ضمن الكلن يعني كلن ولم نستجب لطلبه بالجلوس على الأرض رفضاً لتسييس مطالبنا». ويتابع: «لو كان الناس هنا كتائب وقوات حصراً لكنا بوارد الردّ على الهتافات بأن جعجع والجميل صهيونيان، ولن نقبل أن يتحوّل وجع الناس لحرب شعارات فارغة. فالكلن لا تطاول المكانة الدينيّة للسيد نصرلله بل تعني كل الوزراء والنواب ومن هم في السلطة». ميشال لا يطالب برفع السريّة المصرفيّة عن حساب أهل السلطة وحسب، بل بـ«إجراء تحقيق مالي شفاف لنعرف في أي جزيرة يضعون اموال الشعب المسروقة. السيد نصرالله مُطالب اليوم بحماية دماء الجنوبيّين الذين دافعوا عن لبنان بوجه العدوان الاسرائيلي، ومنع الفتن المتنقّلة وليقف مع مطالب الشعب المظلوم».
الجميع يحاول تسييس التحرّك ونحن أبناء المنطقة مطالبنا معيشيّة


اللافتة الأبرز التي رُفعت أعداد منها في ساحة الاعتصام، كانت حيال «استعادة الأموال المنهوبة». عدد من الفنانين الذين زاروا في الأيام الماضية ساحات أخرى، انضمّوا أمس، إلى أوتوستراد جلّ الديب. على الجسر، أُلصقت صور لـ«شهيد الثورة المظلوم حسين العطار (قتل على طريق المطار)». ليال أرادت توجيه تحيّة لـ«الجيش الذي حضر بمختلف ألويته أمس، واليوم يبدو الوضع أخفّ وطأة، ولن نسمح بحرف المواجهة مع السلطة إلى مواجهة مع الجيش، ومستمرّون في اعتصامنا تضامناً من المتن مع مختلف المناطق». كلمة رئيس الجمهوريّة ظهراً، بثّت من مكبرات الصوت ولم تكن على قدر تطلعات المعتصمين، وهو ما عبّرت عنه عودتهم بأعداد كبيرة للنزول إلى ساحة التجمّع بعد انحسار الأمطار.

(هيثم الموسوي)