بعض الشائعات التي تحدثت خلال اليومين الماضيين عن اشتباه بإصابات بـ «كورونا» في هذه المدرسة أو تلك أحدثت أيضاً بلبلة في دوامات المدارس، فيما تفاوت تفاعل إدارات المدارس الرسمية مع الأزمة المستجدة. ثمة مديرون جاهروا بالمطالبة بالإقفال وإلغاء أيّ تجمع، فيما دفعتهم حالة الهلع التي فرضوها في مدارسهم إلى إخراج التلامذة من الصف وإبلاغ أهاليهم لاصطحابهم لمجرد أنّهم عطسوا! وآخرون لا يجدون في كل ما يحدث أكثر من «زوبعة إعلامية» لا تستحق هذا الاستنفار، والمبالغة في شراء مواد التعقيم والتنظيف، ولا سيما مع وجود صناديق مدارس «خاوية» لم يصلها أي قرش هذا العام، ووسط ارتفاع هستيري للأسعار.
شائعات عن اشتباه بإصابات بـ «كورونا» في بعض المدارس أحدثت بلبلة في الحضور
هي قناعة بقي هذا البعض اللامبالي متمسكاً بها حتى بعد اللقاءات التي نظّمتها وزارة التربية في بيروت والمناطق، وشارك فيها المرشدون الصحيون بهدف نشر الوعي الصحي حول «كورونا»، وتوحيد الرؤية لدى مديري المدارس والمعلمين تجاه التعاطي مع الوباء الداهم.
وبين هذا المدير وذاك، خرجت أصوات دعت إلى توخي الحذر بالحدّ الأدنى، «فلا الهلع مطلوب ولا التجاهل مطلوب أيضاً». ويقترح أصحاب هذا الرأي تعطيل صفوف الروضات بالحد الأدنى حيث التلامذة غير قادرين على الاهتمام بنظافتهم الشخصية.
لا خطة تربوية استثنائية بعد للتعاطي مع ظرف استثنائي. الأمر متروك لكل مدير مدرسة لتقدير المسألة وفق قناعاته الشخصية والسياسية وإمكانات مدرسته المادية، إذ يمكن أن ترى البعض يقوم باستبيان يومي لجمع المعلومات حول وضع التلامذة ونسبة الغائبين منهم، ويجري التواصل مع الأهل للسؤال عن أسباب الغياب، والتي يتصدرها الخوف من العدوى. ومع ذلك، ثمة مصادر مديرين تقول إن تحريك جهاز الإرشاد والتوجيه، ولا سيما الدائرة الصحية في محله والإجراءات مقبولة حتى الآن، ولا سيما لجهة الإصرار على جمع تقارير دقيقة عن نسبة الغياب والتشدد في الطلب إلى المديرين بعدم إعادة تلميذ مريض إلى صفه إلا بموجب تقرير طبي.
في المقابل، يكتشف مديرون آخرون، بالصدفة وفي نهاية اليوم الدراسي، أنّ أحد تلامذتهم قد يكون اختلط مع زائرين عائدين من إيران أو من أي من الدول التي سجلت إصابات بالفيروس. تستغرب معلمة في إحدى ثانويات الضاحية كيف أن المدير يسمح للمرشد الصحي بأن يغيب في مثل هذه الظروف الاستثنائية، وأن يطلب من عاملة النظافة استخدام كوب صغير من «الديتول» لتعقيم كل المدرسة بحجة عدم وجود أموال، فيما تفتقر المراحيض إلى الصابون و«الكلينكس».
بعد التعميم 7 الذي أصدره وزير التربية في 21 الجاري الخاص بالارشادات، أطلقت الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف «حملة التوعية ضد فيروس كورونا من خلال الدورات التأهيلية والتدريبية التي تشمل كل مديري المدارس الرسمية والمؤسسات التربوية والمهنية والجامعية»، وأنتجت فيديو وملصقات وبوسترات في هذا المجال.