أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، بأن الولايات المتحدة تضغط لإعادة إحياء اتفاق الترسيم البحري، مشيرةً إلى تأييد المؤسسة الأمنية والعسكرية المضي في الاتفاق، وتقديرها أن المقاومة ستردّ في حال البدء باستخراج الغاز من حقل «كاريش»، قبل إبرام الاتفاق بين الجانبين.
وقالت قناة «كان» العبرية إن «اليومين القادمين حاسمين في محاولة إحياء الاتفاق من جديد»، مشيرةً إلى «ضغط أميركي كبير جداً» في الساعات الأخيرة، عقب الرّد الإسرائيلي السلبي على التعديلات التي طلبها لبنان على المسودة الأميركية.

ولفتت «كان» إلى «انخفاض احتمالات» تمرير الاتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية، حتى لو صادق عليه الطرفان بشكل فوري، لـ«أن المستشارة القضائية للحكومة تعتقد أنه يجب تمرير الاتفاق في الحكومة ووضعه خلال أسبوعين أمام الكنيست ومن ثم إعادته الى الحكومة والمصادقة عليه بشكل نهائي، وهكذا الوقت ينفد».

وكشفت أن رئيس الحكومة البديل نفتالي بينت، فضّل خلال جلسة مجلس الوزراء المصغر «المصادقة على الاتفاق بعد الانتخابات إذا كان ذلك ممكناً من الناحية العملية»، ربطاً بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في نهاية تشرين الأول الجاري، مشيرةً إلى أنه «أحد أسباب اعتقاد الولايات المتحدة وإسرائيل وجهات في لبنان بأنه إما يحصل اتفاق في الأسبوعين القادمين أو لا يحصل أبداً».

أما «قناة 12» الإسرائيلية، فقالت إن «الأميركيين والفرنسيين يضغطون بشكل كبير جداً على لبنان (...) ويبحثون عن طريق لإنزالهم عن الشجرة». وبشأن الجدال الدائر داخل إسرائيل، نقلت القناة عن مسؤول كبير جداً مطلع على تفاصيل الاتفاق، قوله: «نحن نريد بشدة وضع الاتفاق على طاولة الكنيست، وحينها سيرى الجميع أي إنجاز هائل لدولة إسرائيل وأي ترهات تحدث عنها نتنياهو». كما لفت القناة إلى أن «التقدير هذا المساء في إسرائيل أنه لا يزال ممكناً الوصول إلى اتفاق قبل الانتخابات، حالياً هذه مصلحة كل الأطراف».

ووفق القناة أيضاً، فإن المؤسسة العسكرية والأمنية تؤيد التوقيع على الاتفاق مع لبنان. ونقلت عن رئيس الأركان، أفيف كوخافي، قوله خلال جلسة الأمس: «من ناحية الجيش الإسرائيلي الاتفاق يحافظ على المصالح الأمنية وعلى حرية العمل لإسرائيل». كما نقلت عن رئيس «الموساد»، دافيد برنياع، قوله: «تقديري أن حسن نصر الله معني بالاتفاق ولا يريد معركة عسكرية مع إسرائيل حالياً». كذلك، نقلت عن وزير الحرب، بني غانتس، قوله: «يجب إنهاء الاتفاق قبل بداية استخراج الغاز (ويقصد كاريش)، الخطر الأمني كبير ويجب الدفاع عن هذا الاتفاق، فهو جيد».

وأفادت القناة بأن تقدير المؤسسة العسكرية والأمنية الذي عرض على الوزراء، يقول: «إذا لم يحدث توقيع وفي المقابل إسرائيل بدأت في استخراج الغاز من كاريش كما تعهدت إسرائيل (...) نصر الله سيحاول تحدّي إسرائيل وتنفيذ عملية ردّ وربما ليست صغيرة».

ونقلت القناة عن مصدر سياسي كبير، قوله: «إننا وصلنا إلى وضع حساس جداً وخطر جداً في الشمال».