رأى الأمين العام لحزب الله السيّد ​حسن نصر الله أن التقارب السعودي - الإيراني سيكون لمصلحة شعوب المنطقة وليس على حسابها، «وإذا سار هذا التقارب في المسار الطبيعي يمكن أن يفتح آفاقاً في المنطقة وفي لبنان أيضاً». وأضاف إن «سوريا حين تكون آمنة مستقرة وغير محاصرة وتنمو اقتصادياً، فإنّ هذا الأمر له تأثيرات عظيمة على لبنان وفلسطين، ومن يناقش بهذه الحقيقة يعيش خارج الواقع»، لافتاً إلى أن «الحصار على دول المنطقة سيُكسر بفعل بعض التحوّلات الدولية والإقليمية».من جهته، اعتبر رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل انه «اخيراً حصل ما كان يجب ان يكون: اتفاق السعودية وايران، وقريباً سوريا، وهو ما سيحدث موجة استقرار في المنطقة تطال لبنان، اللهمّ نجّنا من مخرّبيه»، فيما وصف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عودة العلاقات السعودية - الايرانية بأنه «انجاز كبير في تخفيف التوترات في الشرق العربي»، وشدد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب على أنّ «اتفاق السعودية وإيران سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة».
وفي ذكرى أسبوع القائد الحاج أسد محمود صغير (الحاج صالح)، قال نصر الله: «الانفتاح على سوريا هو اعتراف بنصر سوريا، وعندما نرى وفوداً عربية أو غربية رسمية في دمشق نشعر بالسعادة ولا نقلق ولا نخاف لثقتنا بالقيادة السورية وموقعها في محور المقاومة الذي تعمّد بالدم، وأيّ جبهة داخلية يتم إغلاقها نكون سعداء». وإلى الذين يقولون إن سوريا ستخرج من محور المقاومة حين تُستعاد إلى الحضن العربي، أكد أن «هذا غير صحيح، بل إن سوريا هي في قلب محور المقاومة، وفي السنة الثانية من الحرب الكونية عليها عُرض على القيادة السورية أن تتخلّى عن موقعها التاريخي في الصراع مع العدوّ وعن موقعها في محور المقاومة فرفضت». وأشار الى أن «علاقة الثقة تعمّدت بالدم حين قاتلنا في سوريا، وهذه المعركة عززت أواصر الثقة. والقيادة السورية تمارس كامل سيادتها، وأيّ كلام عن هيمنة إيران غير صحيح»، لافتاً الى أن «لدى الكثير من الدول العربية رغبة بفتح العلاقات مع سوريا، لكن المانع هو الأميركي».
وكرّر نصر الله موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى «أننا ندعم مرشحاً طبيعياً لرئاسة الجمهورية، وأنتم رشّحوا من تريدون ولنتحاور»، مشدداً على «أننا لا نريد أن نفرض رئيساً للجمهورية على أحد، ونريد أن نفتح الأبواب لإتمام هذا الاستحقاق. وحقّ الترشيح ليس لطائفة محددة، بل يستطيع أيّ نائب أو كتلة نيابية ترشيح من تريد»، داعياً مجدداً إلى «عدم انتظار الخارج، ولا يحقّ لأي دولة خارجية أن تفرض أيّ فيتو في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي».
وتطرّق نصر الله إلى ما يجري في فلسطين باعتباره «تاريخياً ومهماً جداً»، معتبراً أن «ميّزة ما نحن فيه الآن أن في المنطقة محوراً للمقاومة جاداً ومخلصاً ومستعداً لأعلى مستوى من التضحيات، وليس مستعداً للخضوع وهدفه واضح في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر». كما شدّد على أنّ «ما وصل إليه الكيان اليوم هذا ليست أسبابه الخلافات الداخلية بل الصمود في المنطقة، والمقاومة في فلسطين ولبنان وصمود سوريا وتطور محور المقاومة»، مضيفاً إنهم «يتحدثون في كيان الاحتلال عن الخراب الثالث وانتهاء الحلم الصهيوني وهذه حقائق، وهناك إجماع داخل الكيان على أن الانقسام الداخلي والعامل الخارجي سيؤديان إلى الزوال»، مؤكداً أن «التطبيع مع الدول لا يحمي الكيان ولا يمكن أن يوقف العمليات».