لن ترضى كرة القدم اللبنانية بأن تكون مباراة «الدربي» عادية كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، إذ سيلتقي النجمة ضيفه الأنصار على ملعب المدينة الرياضية غداً الأحد (الساعة 17:30). ويعود «الدوري المصغّر» هذا العام بعدما شهدت اللعبة انتفاضة شاملة بفعل النتائج التاريخية للمنتخب الوطني، والعفو عن قرار منع الجمهور، واستعادة اللعبة بريقها بعد سنوات عدة من الاحتضار والانحدار الى أدنى المستويات. وينتظر أن تكون هذه المباراة المسمارية مناسبة لاستعادة المدرجات روادها بعد خمس سنوات من المنع، حيث عملت روابط ومكاتب جمهور الفريقين طوال الفترة الماضية على حث المناصرين على الحضور الى الملعب ومؤازرة فريقيهما بروح رياضية وتشجيع حضاري لا أقل ولا أكثر، وخصوصاً أن مباريات هذا الموسم لم تسجل عودة كبيرة للجمهور، بل بقيت الأعداد خجولة مقارنة بما كانت عليه الحال قبل زلزال 14 شباط 2005، عندما كانت تمتلئ المدرجات عن بكرة أبيها في هكذا مباريات.
ولا تقبل المباراة القسمة على اثنين، اذ إن النجمة يتطلع إلى إصابة عدة أهداف في مباراة واحدة، أولاً: معاودة المشاركة في الصدارة مع الإخاء الأهلي عاليه، وحسم القمة التقليدية وتحقيق فوز طال انتظاره، إذ يعود آخر فوز للنجمة على الأنصار في الدوري الى 18 نيسان 2009 أي عندما توّج الفريق النبيذي بالدوري، إضافة الى إبعاد الأنصار عن دائرة المنافسة مرة جديدة وإيقاف مسيرته التي توّجها الأسبوع الماضي بالفوز على العهد 1-0، كما هناك طموح شخصي لمدرب النجمة ولاعبه التاريخي موسى حجيج.
من ناحية الفريق الأخضر، فإنه يسعى الى مواصلة نتائجه الإيجابية واستغلال معنويات الفريق «اليافع» المرتفعة بعد اسقاطهم حامل اللقب، والاقتراب من الصدارة مجدداً وتأكيد تفوقه في المواجهات المباشرة على النجمة. وتزخر صفوف الفريقين باللاعبين الشباب المدعمين بالمخضرمين، أي أن التشكيلتين شبه متشابهتين.
ويعوّل المدير الفني للنجمة ابراهيم عيتاني في الخلف على الحارس الأولمبي محمد الدكرمنجي، وأمامه العائد بلال نجارين والليبي اسامة منصور والظهيران علي حمام وحسين حمدان، فيما سيكون في الوسط القائد عباس عطوي مع محمد شمص كارتكاز والبلجيكي سليمان مامام الذي أظهر مستوىً جيداً في المباريات الأخيرة وخالد حمية، فيما سيفتقد الفريق إحدى أوراقه الرابحة حسن المحمد بسبب الإيقاف وقد يلعب حجيج في الشوط الثاني. وفي الهجوم، يعود أكرم المغربي بعدما سويت أوضاعه مع النادي. بينما يعتمد مدرب الأنصار جمال طه على الحارس حسن مغنية وعلى خط دفاع قوي بوجود معتز الجنيدي وأحمد الخضر وربما البرازيلي راموس في حال شفائه من الإصابة، ويبرز في وسط الأنصار الثلاثي نصرات الجمل كصانع ألعاب وربيع عطايا ومحمد عطوي، إصافة الى الشابين حسين ابراهيم وسامر جدعون اللذين ثبتا أقدامهما في التشكيلة الرئيسية، وفي الهجوم أحمد أيوب.
ويأمل القيمون على الناديين ان تكون المباراة عرساً حقيقياً للكرة اللبنانية لدعم الانتفاضة التي بدأتها على صعيد المنتخب الوطني، ورأى أمين سر نادي الأنصار وضاح الصادق ان المباراة ترتب على الادارة مسؤولية كبيرة لكونها الأهم، وتمنى الصادق على مشجعي الأنصار ان يكونوا على مستوى اللقاء وأن يدركوا كل كلمة سيقولونها وأن يقدموا صورة حضارية عن الجمهور الأخضر لأن أي أمر آخر قد يحرمهم من ارتياد المدرجات كما جرى في السنوات السابقة، كما أمل الصادق ان يكون مستوى التحكيم موازياً لأهمية المباراة كي لا تُفسد البطولة.
وفي المرحلة عينها، يلتقي اليوم الأهلي صيدا مع ضيفه السلام صور في صيدا البلدي في قمّة القاع (14:15)، ويلتقي غداً أيضاً المبرة مع مضيفه شباب الساحل في بيروت البلدي (14:15).