كعادتهِ، أصدر نادي الأنصار بياناً نارياً جديداً، لكن هذه المرة كان المحتوى أكثر خطورةً، مقارنةً بالبيانات السابقة، حيث وضع فيه النادي العريق استمراره في البطولة من عدمه بين يدي جمهوره الكبير، في وقتٍ هدّد فيه أيضاً بسحب لاعبيه من المنتخب الوطني، وذلك بسبب ما عدّه «ظلماً تحكيمياً يعاني منه».الانصار وجّه سهامه في اتجاهاتٍ عدة، متهماً عدداً من الأطراف في ما وصلت إليه الأمور، مصوّباً تحديداً على ما وصفه بـ «الكوارث التحكيمية والمهزلة» خلال مباراته مع طرابلس.
وجاء في البيان الأنصاري: «توصلنا إلى قناعة، لا بل إلى حقيقة راسخة لا تقبل الشك، وهي أن الخلل الأساسي هو في صلب التركيبة الحالية للجنة العليا للاتحاد اللبناني لكرة القدم التي تتمثل فيها أندية وتغيب عنها أندية، حيث يسعى كل عضو إلى حماية مصالح النادي الذي يمثله. أما النجمة، فإن رئيس الاتحاد يتكفل بتأمين مظلة الحماية له، وهذا ما يؤدي إلى تضرر للعبة والأندية غير المغطاة». ورغم أن هذه النقطة التي يضيء عليها البيان صحيحة، إلا أن الأنصار فاز بلقب الدوري مراتٍ عديدة، لدرجة الهيمنة، وكانت الصيغة مطابقة تماماً، ما يضع استفهامات كثيرة حول بيان النادي، والاتهام المباشر لرئيس الاتحاد، الذي سيستدعي رداً كبيراً.
وفي المباراة التي سببت المشكلة، رأى الانصار أن مدرب «طرابلس» وإدارييه ولاعبيه أسهموا في إخراج الحكم من أجواء المباراة عبر الضغط عليه وإرهابه بعدة طرق، وبتأخير الدخول إلى أرض الملعب والبقاء في غرف الملابس لما يقارب 17 دقيقة. واتهم مراقب المباراة بالتفاوض مع الجهاز الفني والإداري لنادي طرابلس، قبل أن يشنّ هجوماً على الحكم جميل رمضان، معتبراً أنه ألغى هدفاً مستحقاً له بداعي التسلل. كذلك اتهمه بالتغاضي عن طرد مستحق للاعب عبد الله عيش في الشوط الثاني بعد عرقلته بشكل واضح للاعب حسن شعيتو (موني)، «ولكن الحكم لم يجرؤ على رفع البطاقة الحمراء مع العلم بأن اللاعب المذكور كان قد حصل على بطاقة صفراء في الشوط الأول». واختصر الأنصار بيانه بأن المباراة خرجت من يد الحكم ومساعديه، وأُديرَت تحت تأثير الخوف من ردّ فعل أصحاب الأرض، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن إمكانية إعادتها خارج طرابلس وعدم تثبيت النتيجة.
وتوجّه الأنصار برسالة إلى جمهوره، جاء فيها: «إن نادي الأنصار الفريق القوي للمنافسة على اللقب ولكن غير المسنود اتحادياً لن يستطيع الحصول على بطولة الدوري إذا ما استمر نفس النهج، وهذا ما يدفعنا إلى مصارحة جمهورنا الكبير بذلك ويضعنا أمام خيارات عديدة منها:
أولاً: أن ننسحب من الصورة ونضع المسؤولين في الاتحاد اللبناني في مواجهة الجمهور، لكوننا لن نستطيع بعد الآن إقناع هذا الجمهور بالانضباط، وهو يرى كمية الظلم التي يتعرض لها فريقه منذ سنوات.
ثانياً: تماماً كما تفعل كل السلطات عندما تكون أمام قرارات مصيرية، فهي تلجأ إلى قواعدها لاستنباط الرأي قبل اتخاذها لقراراتها، وبالتالي فإننا أمام خيار استفتاء لجماهيرنا في ما إذا كانت ترغب بالمواجهة أم بالانسحاب من البطولة.
وإذا قررت الجماهير الانسحاب من البطولة فإننا سنلتزم هذا القرارات وما سينتج منها من تداعيات، وعندها لن يشارك لاعبونا في أية نشاطات للاتحاد اللبناني، وحتى للمنتخب الوطني».
وينتظر أن يردّ الاتحاد على بيان الأنصار في الساعات القليلة المقبلة.