دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم، عن قراره المفاجئ «إعلان النصر على تنظيم داعش في سوريا، وسحب القوات الأميركية بالكامل منها»، وسط انتقادات من بعض الجمهوريين ومخاوف الحلفاء وبعض القادة العسكريين الأميركيين، فضلاً عن الترحيب الروسي بالقرار الأميركي.
«انتظر لحظة»!
ترامب قال في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه على موقع «تويتر» في وقت مبكر اليوم، إنه يفي بتعهد قطعه أثناء حملته الانتخابية في عام 2016 بالخروج من سوريا. وكتب ترامب إن «الولايات المتحدة تقوم بعمل دول أخرى، منها روسيا وإيران، دون مقابل يذكر»، مكرراً عنصراً أساسياً في سياسته الخارجية، وهو أنه «يسعى إلى وقف استغلال الولايات المتحدة». وأضاف الرئيس الأميركي قائلاً: «هل تريد الولايات المتحدة الأميركية أن تصبح شرطي الشرق الأوسط، وألا تحصل على شيء سوى بذل الأرواح الغالية وإنفاق تريليونات الدولارات لحماية آخرين لا يقدّرون، في معظم الأحيان، ما نقوم به؟ هل نريد أن نظل هناك إلى الأبد؟ حان الوقت أخيراً لأن يحارب آخرون». وفي النهاية، طمأن ترامب الأميركيين قائلاً: «إذا هاجمنا داعش فسيتم تدميره».
الرئيس ترامب، الذي قال أمس إن قواته تمكنت من هزيمة تنظيم «داعش»، ما دفعه إلى اتخاذ قرار سحبها من سوريا، عاد بعد ساعات اليوم، ليقول إنه سيتعين على روسيا قتال «داعش» الآن. وقال ترامب في تغريدة على «تويتر»: «إن روسيا ــــ فضلاً عن إيران وسوريا ــــ ليست سعيدة بالانسحاب الأميركي لأنه سيتعين عليها الآن محاربة تنظيم داعش وغيره، ممن يكرهون بدوننا». تصريحات ترامب المتعارضة والمتناقضة، دفعت بعض السياسيين الأميركيين الى الرد عليه، فقال كريس ميرفي، عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي، إن «تصريحات ترامب بدت متعارضة». وأضاف على «تويتر»، رداً على ترامب: «انتظر لحظة... اعتقدتُ أننا هزمنا تنظيم داعش. فلماذا يتعين على روسيا وإيران وسوريا قتاله إذا كان قد هُزم؟».

بوتين: لا أعرف ماذا يعني إعلان الانسحاب!
الترحيب الروسي بقرار الرئيس دونالد ترامب، جاء على أعلى مستوى في موسكو. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتبر أن قرار نظيره الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا «خطوة صحيحة»، مضيفاً إنه «لا يفهم ماذا يعني هذا الإعلان بالضبط». وقال بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو، إن «الوجود العسكري الأميركي في سوريا غير شرعي، وسحب الولايات المتحدة قواتها خطوة صحيحة». وأشار إلى أنه «حتى الآن، لا أرى مؤشرات على انسحاب القوات الأميركية من سوريا، لكننا نفترض أن هذا أمر ممكن، ولا سيما أننا نسير في طريق التسوية السياسية»، مشيراً إلى أنه «ليس هناك حاجة للوجود العسكري الأميركي في سوريا للتوصل إلى هذه التسوية».
الرئيس الروسي أضاف قائلاً: «في ما يتعلق بانسحاب القوات الأميركية، فلا أعرف ماذا يعني ذلك. للولايات المتحدة حضور في أفغانستان منذ 17 عاماً، وكل عام يتحدثون عن الانسحاب من هناك، لكنهم لا يزالون موجودين». وأضاف بوتين إنه «موافق مع ترامب في أنه تم تحقيق الانتصار على داعش في سوريا»، مشيراً إلى أن «القوات الروسية وجهت ضربات قوية للتنظيم في ذلك البلد». وحذر الرئيس الروسي من «خطر تسلل إرهابيي داعش من سوريا إلى المناطق المجاورة».
وفي سياق متصل، أعلن «البنتاغون» (وزارة الدفاع الأميركية) أن الضربات الجوية للولايات المتحدة في سوريا «ستستمر طالما هناك جنود أميركيون على الأرض». وقالت المتحدثة باسم «البنتاغون» ريبيكا ريباريتش لشبكة «سي إن إن» الأميركية، «لن نتكهن بالعمليات المستقبلية في سوريا». وفي السياق ذاته، نقلت «سي إن إن»، عن مسؤول في «البنتاغون» لم تسمّه، أن «هناك احتمالية استمرار عمل الطائرات المسيرة دون طيار بمهمات استخبارات واستطلاع في سوريا، كما تفعل في اليمن والصومال». وأشار إلى إمكانية أن تشمل هذه المهمات «تنفيذ ضربات».
من برلين، وانسجاماً مع المواقف الأوروبية، وخصوصاً الفرنسية والبريطانية، من قرار ترامب، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن «قرار الولايات المتحدة المفاجئ الانسحاب من سوريا يدعو إلى الدهشة ويهدد بالإضرار بالحرب ضد داعش». وأضاف ماس: «جرى تحجيم داعش، لكن التهديد لم ينته بعد. هناك خطر من أن تضر عواقب هذا القرار بالحرب على داعش وتقوض النجاحات التي تحققت بالفعل».
وزير الاستخبارات الإسرائيلي: لن نتراجع عن خطوطنا الحمر في سوريا
أكد وزير استخبارات العدو الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن إسرائيل «لن تتراجع عن خطوطها الحمر في سوريا حتى بعد الانسحاب الأميركي منها». وفي مقابلة إذاعية، حذر كاتس من مخاطر خلق «ممر شيعي بين طهران ودمشق»، مؤكداً أن إسرائيل التي وصفها بالقوة الإقليمية العظمى، «ستعمل بصورة عملياتية لمنع اقتراب إيران من الحدود الإسرائيلية». وأضاف إن «الأمر الأهم هو الغطاء الدبلوماسي الذي توفره واشنطن لإسرائيل، ومواصلة العقوبات المفروضة على طهران».