الحسكة | لم تَخرج اللقاءات الجديدة التي أجراها وفدٌ من «قسد» مع ممثّلين عن الحكومة السورية، بنتائج تُذكر. لكن الانطباع السائد هو أن مجرّد عقْد هذه اللقاءات، يعكس تمسّك الطرفَين بالحوار كخيار لمعالجة ملفّ المناطق الخاضعة لسيطرة «الإدارة الذاتية»، على رغم الهوّة الكبيرة بينهما. وإذ تدرك دمشق أن استمرار الوجود الأميركي في كلّ من الحسكة ودير الزور سيجعل من الموقف الكردي أكثر تصلّباً، خصوصاً في ظلّ نصائح واشنطن المتكرّرة للأكراد بعدم الانخراط في حوارات ثنائية مع الحكومة السورية، فهي لا تريد قطْع «شعرة» التواصل مع «قسد»، وتفضّل عدم التفكير بأيّ حلول عسكرية اتّجاهها، حتى لو قطع وصل مسار التقارب بينها وبين الجانب التركي إلى خطوات متقدّمة، وذلك انطلاقاً من إدراكها أن أيّ حلّ عسكري قد يتحوّل إلى حرب ذات طابع أهلي وعِرقي.بناءً على ما سبق، فتحت دمشق أبوابها لوفد كردي برئاسة رئيس «هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية»، بدران جيا كرد، قادم من القامشلي. وتَلفت مصادر متابعة للزيارة التي انتهت أمس، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «اللقاءات التي أجراها جيا كرد استمرّت لثلاثة أيام، من دون تسجيل أيّ خروقات جدّية يمكن التأسيس عليها»، مستدرِكةً بأن «هناك تفاهمات أوّلية بين الطرفَين على ثوابت مِن مِثل وحدة الأراضي السورية والعلَم الوطني وشخص الرئيس بشار الأسد». وتصف المصادر الأجواء بأنها «إيجابية»، بالنسبة إلى «قسد» على الأقلّ، خاصة في ظلّ التوجّه السوري الرسمي القاضي بعدم اتّخاذ خطوات إضافية في مسار التقارب مع تركيا، قبل انتزاع تعهّد بانسحاب الأخيرة من المناطق التي تحتلّها. وتختم بأن «هناك إجماعاً بين الطرفَين على ضرورة الحفاظ على مسار الحوار، مع البحث عن نقاط التقاء للمضيّ في خطوات متقدّمة مستقبلاً».
يخشى الأكراد نجاح تركيا في إقناع الأميركيين بتنفيذ عملية عسكرية


على خطّ مُوازٍ، تُبدي الأوساط الكردية تخوّفاً من نجاح الأتراك في إقناع الأميركيين بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، بعد زيارة وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إلى واشنطن، ولقائه نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن. وتضاعفت حدّة هذه المخاوف مع تأكيد البيان الأميركي - التركي المشترك أن «البلدَين خطّطا للحفاظ على التنسيق في محاربة الإرهاب، وخاصّة ضدّ تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني، مع الالتزام بعملية سياسية بقيادة سوريّة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254». وكانت «قسد» استبَقت الزيارة التركية بإطلاق تصريحات على لسان قائدها العام، مظلوم عبدي، الذي أكّد لموقع «مونيتور» أن «قوّاتنا ستوقف تنسيقها مع الأميركيين في ملفّ قتال تنظيم داعش، في حال حصول هجوم تركي على أيّ منطقة من مناطق شمال وشرق سوريا»، متوقّعاً أن «يقوم الأتراك بشنّ هجوم برّي جديد انطلاقاً من عين العرب شمال حلب». وفي المقابل، نفى وزير الخارجية التركي أن تكون الولايات المتحدة فرضت أيّ شروط على بلاده مقابل الموافقة على العملية البرّية، وذلك في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين حول إذا ما كانت واشنطن ربطت موافقتها على تلك العملية ببيع أنقرة مقاتلات أميركية من طراز «إف 16».