أنس الحمصيوَقَع خبر اعتقال سليمان هلال الأسد، نجل قائد «قوات الدفاع الوطني» في اللاذقية (ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد)، وقْع المفاجأة السارة على قلوب أهل اللاذقية المنهكين من جنازات الشهداء وارتفاع الأسعار وأخبار الموت المنتشرة في سوريا. الشاب الذي «دوّخ» المدينة وأهلها بممارساته وتجاوزاته، احتاج الى قوة أمنية خاصة أتت من دمشق، وأوقفته من مكان وجوده في فندق مريديان، واقتادته إلى جهة مجهولة، أمام زوار الفندق الذين يُتناقل أنهم سمعوا من يقتاده يذكر أنه ينفّذ تعليمات «السيد الرئيس». من دون أي إهانة من مقتاديه، أو مقاومة منه، اختفى سليمان الأسد. الخبر سرى بين الناس بسرعة انتشار النار في الهشيم، وشكّل متنفّساً مريحاً بالنسبة إليهم. «وأخيراً صدر القرار»، بعد أشهر من الشكاوى المتكررة من الممارسات المُهينة للشاب ورفاقه. وأوقف مع الأسد عدد من رفاقه الذين كانوا يشاركونه اعتداءاته على مواطنين، وآخرين من خصومه في اشتباكاته وخلافاته التي لا تنتهي أخبارها في الساحل السوري. وتحدّثت مصادر لـ«الأخبار» عن عمليات دهم لمنازل مطلوبين، بعدما وصلت الأمور إلى درجة لا تطاق، وخصوصاً بعدما واجه سليمان الأسد بعض شخصيات المؤسسة الأمنية بالقول: «أنا ابن قائد الساحل السوري». العبارة الاستفزازية التي رددها أهل المدينة طويلاً بكثير من السخط، ولّدت ردة فعل سلبية لدى العسكريين فيها، الذين حاولوا لجم الشاب ضمن الأساليب المتاحة. فالشاب الذي يناديهم بكلمة «عمّو» قد «زوّدها»، وتطاول إلى حد أربك المقاتلين على جبهات اللاذقية، وأصبحت تصرفاته الشغل الشاغل لصفحات إلكترونية يديرها معارضون وموالون.
يحلم معظم من تلتقيهم في اللاذقية بعقاب عادل للشاب الذي لطالما قطع الطريق على فتيات في المدينة، والذي أرهق أعصاب المستجمّين على شواطئها، بالإضافة إلى وجوده المزعج أينما حل، بسبب الانتشار المسلح لـ«مرافقيه» وتعديهم على المواطنين من دون أي سبب. أوساط مطّلعة على ما جرى تؤكد أن توقيف سليمان لم يؤثر سلباً على موقع والده، قائد «قوات الدفاع الوطني» في اللاذقية. لا أحد يعرف أين يقبع سليمان الأسد الآن، إلا أن معظم من يتحدّثون من أهالي المنطقة يعبّرون عن ارتياحهم لـ«سحبه من الشارع».