هدّد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس، بأن بلاده قد تلجأ إلى إجراءات «مؤلمة» إذا لم تقدّم الولايات المتحدة تفسيراً رسميّاً للاعتداء الدامي على منطقة البوكمال السورية يوم الأحد الماضي.وقال المعلّم لتلفزيون «أي أن بي» اللبناني، إن إغلاق المدرسة الأميركية والمركز الثقافي الأميركي في دمشق هو «إجراء تمهيدي»، محذّراً من أن سوريا قد تلجأ إلى تصعيد ردّها في المستقبل، من دون أن يقدّم إيضاحات.
في هذا الوقت، أثارت تصريحات منسوبة لإيهود أولمرت، بأنه على استعداد لمنح سوريا تعهداً بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 في مقابل استئناف مفاوضات مباشرة معها، موجة من ردود الفعل الإسرائيلية المستنكرة، استدعت نفياً من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي.
وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد ذكرت، أمس، أن «أولمرت على استعداد للتعهد للسوريين بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان، في مقابل التحوّل إلى مفاوضات مباشرة». ونقلت الإذاعة عن مقرّبين منه قولهم إنه «على استعداد في أيامه الأخيرة في رئاسة الحكومة لمنح الرئيس (بشار) الأسد الوديعة المعروفة من فترة رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، الذي تعهّد للسوريين بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967».
وأضافت الإذاعة أن «موقف أولمرت يعتمد على تقديرات الأجهزة الأمنية التي ترى أن المسار التفاوضي مع سوريا يحول دون مشاركة الرئيس السوري في مواجهات بين حزب الله وإسرائيل، في حال اندلاعها مستقبلاً».
ونفى مكتب أولمرت، في بيان رسمي، ما أوردته إذاعة الجيش، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة لم يمنح أي وديعة لسوريا في شأن هضبة الجولان، وأن الصياغة الوحيدة التي استخدمها مع الأسد هي كما جرى إبلاغها للحكومة وللجنة الخارجية والأمن، وكانت: إنني أعرف ماذا تريد، وأنت تعرف ماذا أتوقّع منك».
وفي أعقاب بثّ تقرير الإذاعة، أعلن رئيس حزب «شاس»، إيلي يشاي، معارضته «لاستمرار الاتصالات مع سوريا في فترة حكومة انتقالية»، مشدّداً على أن «المحادثات مع سوريا تمنح الشرعية لمحور الشر».
أما عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، رؤوفين ريفلين، فدعا مسؤولي حزب «كديما» إلى تحمّل مسؤولياتهم «والقول لأولمرت كفى، إذ لا تملك حكومة انتقالية تفويضاً أخلاقياً لإدارة مفاوضات بشأن مصالح حيوية لإسرائيل».
ورغم اعتراض أحزاب اليمين على المفاوضات، رأى المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، مناحيم مزوز، أنه لا مانع من أن يجري أولمرت مفاوضات سلام مع سوريا، وهو ما أعلنه أيضاً، بطريقة غير مباشرة، الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز.
(أ ب، الأخبار)