يبدو أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اتخذت قراراً نهائياً بإلغاء 300 مليون دولار من المساعدات المقدّمة لباكستان، عازيةً السبب إلى عدم اتخاذ إسلام آباد «إجراءات حاسمة» تدعم الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.«القرار النهائي» بإلغاء جزء من مساعدات أكبر لباكستان، يأتي بعدما أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في كانون الثاني/ يناير تعليق المساعدة الأميركية للأمن في هذا البلد والتي تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات، متهماً إسلام آباد بإطلاق «أكاذيب» وبـ«النفاق» في الحرب على الإرهاب.
وكتب ترامب في تغريدة، آنذاك، أنّ «الولايات المتحدة وبحماقة أعطت باكستان أكثر من 33 مليار دولار من المساعدات في السنوات الـ15 الأخيرة»، مضيفاً: «إنهم يقدّمون ملاذاً آمناً للإرهابيين الذين نتعقّبهم في أفغانستان. الأمر انتهى!». حينها، سارعت باكستان إلى الردّ، معلنةً أنها قدّمت الكثير للولايات المتحدة، وساعدتها في «القضاء» على تنظيم «القاعدة»، فيما لم تحصل سوى على «الذم وعدم الثقة»، بحسب تعليقات وزيري الخارجية والدفاع.
وقال الناطق باسم البنتاغون، كون فوكنر، أمس، «نظراً إلى غياب الإجراءات الحاسمة من جانب باكستان دعماً لاستراتيجية جنوب آسيا (...) فإنّ (وزارة الدفاع) قامت بتحويل 300 مليون دولار في حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو 2018 لمصلحة أولويّات عاجلة أخرى».
وأضاف فوكنر: «نُواصل الضغط على باكستان من أجل أن تستهدف جميع الجماعات الإرهابية بلا تمييز»، موضحاً أنه يتعيّن الآن الانتظار «كي يقرّر الكونغرس ما إذا كان سيوافق على طلب» تحويل تلك الأموال لمصلحة أولويات أخرى أم سيرفضه. ولكنه أضاف أن الكونغرس كان قد ألغى تخصيص مساعدات أخرى إلى باكستان هذا العام بقيمة 500 مليون دولار.
يأتي إلغاء المساعدات قبيل زيارة متوقعة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ورئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال جوزف دانفورد، إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وقال وزير الدفاع جيمس ماتيس للصحافيين يوم الثلاثاء، إن مواجهة المسلحين ستكون «جزءاً أساسياً من النقاش».