لم يُعجب الثوار موقف ملك البحرين الذي قال إنّ «قرار تنحي الأسد مسألة تخصّ السوريين»، رغم مطالبته الرئيس السوري «بالاستماع إلى صوت شعبه». صوت الشعب المفترض، أوصله مسلحون من منطقة الزبداني إلى منزل السفير البحريني مباشرة. لكن مقابل الرسالة، آثر «الثوار» سرقة مبالغ مالية والحاسوب من مكان إقامة السفير!
وهذا نص البرقية التي أرسلها وزير الخارجية سعود الفيصل إلى بلاده، تبعاً لمعلومات سفارته في دمشق:
أفيد العلم الكريم بما وردني من سفارة مقامكم الكريم في دمشق بأنّ منزل القائم بأعمال سفارة مملكة البحرين تعرض بعد منتصف ليل يوم الاثنين الموافق 21/3/1433 هـ (13 شباط 2012) لعملية اقتحام من قبل عناصر مسلحة ملثمة. وحسب ما أفاد به القائم بالأعمال البحريني، فقد كيلت له الشتائم ولمملكة البحرين وشعبها لعدم وقوفهم مع الشعب السوري ومناصرته ضد النظام، وقد تمّ سرقة مبالغ مالية وجهاز حاسوب آلي بعد احتجازه هو والعاملين لديه والحارس الأمني. ويقع المنزل الذي يقطنه القائم بالأعمال البحريني في منطقة يعفور التي تضم منازل أغلب السفراء المعتمدين لدى سوريا. وقد أشار القائم بالأعمال البحريني الى أنه على ضوء العبارات والشتائم التي سمعها بحقه وبحق بلاده وبحق الرئيس السوري ونظامه، فإن هذه العناصر المسلحة من الأرجح أنها تابعة للمعارضة السورية في مدينة الزبداني القريبة من مقر إقامته والتي تشهد مواجهات بين قوات الجيش النظامي وما يطلق عليه الجيش السوري الحر. وقد تقدم ببلاغ للجهات السورية المختصة وإبلاغ وزارة الخارجية السورية بهذا الحادث. تجدر الإشارة إلى أن هذا الاعتداء جاء بعد نشر تصريح للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة طالب فيه الرئيس السوري بشار الأسد بالاستماع إلى صوت شعبه وأن قرار تنحي الأسد مسألة تخص السوريين.
وقد تمّ التنبيه على سفارة مقامكم بدمشق ومنسوبيها باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وسأوافي المقام الكريم بما يستجد بهذا الشأن.