«العراقيّة» تعلّق حملتها والجلبي غاضب من واشنطنبغداد ـــ الأخبار
قد يحمل الاجتماع، الذي دعت إليه الرئاسة العراقية لمحاولة الخروج بحلّ يرضي جميع أطراف أزمة الانتخابات النيابية المقبلة، جديداً ينهي تعليق «الكتلة العراقية» بزعامة إياد علاوي لحملتها الانتخابية، في ظلّ استباق أرباب قرارات «الاجتثاث» التي طالت شخصيات مرموقة منها، أي احتمال للعودة عنها، من خلال إطلاق المواقف التصعيدية والتعبوية ضد البعثيين والولايات المتحدة.
وأعلن السكرتير الخاص لرئيس مجلس النواب عمر المشهداني أنّ إياد السامرائي تلقّى طلباً من رئاسة الجمهورية يدعوه إلى اجتماع الرئاسات، ووافق على تلبيته «من باب حرصه على بذل الجهود لحل أي أزمة مثلما لبّى دعوة رئيس الوزراء لعقد جلسة استثنائية للبرلمان» الأسبوع الماضي، معلناً رفضه منع نواب حاليين من حق خوض انتخابات آذار المقبل.
بدوره، قال رئيس الوزراء نوري المالكي، خلال زيارته لمحافظة بابل أمس، إن «الشعب العراقي استبعد عودة حزب البعث من خلال استبعاد الكيانات السياسية المؤيدة لفكره بقرارات هيئة المساءلة والعدالة والهيئة التمييزية».
أما رئيس هيئة «المساءلة والعدالة» أحمد الجلبي، أبرز المحرضين على غزو العراق في 2003، فقد اتهم واشنطن بممارسة ضغوط على الهيئة التمييزية للسماح لمشمولين بقانون «المساءلة والعدالة» بالمشاركة في انتخابات آذار. وأشار إلى أنّ الهيئة التمييزية «تعرضت لضغوط من أطراف خارجية علناً كما صرح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عندما جاء للعراق وقال إنه يتوقع أن يحل القضاء العراقي الهيئة، وأيضاً من السفير الأميركي كريستوفر هيل، عندما قال إنه يتوقع أن القضاء سيعالج على نحو كافٍ».
وتابع الجلبي، الذي قطعت واشنطن تمويلها عنه وعن ميليشياته عام 2004، أنّ «معلومات وردتنا نقلاً عن شهود عيان تفيد بأنّ بعض الأطراف الأجنبية ذهبت إلى مقر الهيئة التمييزية لإصدار قرارات تحت الضغط، لكن الهيئة التمييزية استطاعت مواجهة الضغوط».
وعن أسباب استبعاد النائبين صالح المطلك وظافر العاني، أكد الجلبي أن الهيئة التمييزية «ردّت طعونهما بعد حصولها على تسجيلات مصورة للقاءات تلفزيونية تظهر المطلك والعاني يمجدان حزب البعث، وهذا بحسب الدستور مخالفة للمادة السابعة» منه.
وعن كونه مرشحاً ضمن كتلة «الائتلاف الوطني العراقي» ومشرفاً على الهيئة في الوقت نفسه، أجاب الجلبي: «لم أوقّع قراراً ولم أشارك في اجتثاث أي من المرشحين طوال فترة عمل الهيئة».
وفي شأن نية المطلك اللجوء إلى المحاكم الدولية لإلغاء قرار استبعاده من الانتخابات، شدّد الجلبي على أن «الذين يدافعون عن استقلال العراق ويتكلمون ضد الاحتلال، عليهم أن يحترموا هذا الاستقلال». وكشف عن وجود أسماء مليون و100 ألف بعثي مسجّلة في هيئة المساءلة والعدالة، شُمل منهم 32 ألف شخص فقط بإجراءاتها، وطلب نحو 90 في المئة منهم استثناءهم من تلك الإجراءات، «وكنا متساهلين بإعادة الموظفين والمعلمين وغيرهم إلى وظائفهم».
وورد كلام الجلبي في مؤتمر صحافي تلى إذاعة مفوضية الانتخابات المستقلة «بشكل رسمي»، الردّ النهائي للجنة التمييز التي تنظر في الطعون التي قدّمها مرشّحون ضدّ قرار استبعادهم من المشاركة في الانتخابات. قرار مَنَع «نهائياً» المطلك والعاني وعدداً من المرشحين الجديين من خوض الانتخابات، وهو ما أدّى بائتلافهم «الكتلة العراقية» إلى تعليق حملته الانتخابية فوراً ولثلاثة أيام، بانتظار ما تتمخض عنه الاجتماعات.
وأوضحت المتحدثة باسم «العراقية» ميسون الدملوجي أن كتلتها «طالبت مجالس الرئاسات الثلاث بدراسة الموقف السياسي والأمني الراهن»، وهو ما جرت تلبيته في ما بعد. وحذّرت الدملوجي من أنه «في حال عدم الاستجابة، ستكون العراقية مضطرة لاتخاذ إجراءاتها الصعبة»، في تلميح جديد إلى ما كانت القائمة قد أعلنته سابقاً، هو نيتها مقاطعة الانتخابات في حال الإصرار على منع المطلك والعاني من خوضها.
وفي السياق، وصف المطلك، في حديث لصحيفة «الوطن» السعودية، قرار استبعاده بأنه «هدية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمناسبة ذكرى الثورة الإيرانية».