استهدفت ضربات صاروخية، فجر اليوم، مطار التيفور العسكري في منطقة ريف حمص، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى. وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الضربات، حتى الآن، نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري اتهامه إسرائيل بالوقوف خلف الضربة، قائلاً إن «العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور تمّ بطائرات من طراز أف 15 أطلقت عدّة صواريخ من فوق الأراضي اللبنانية». كذلك، أكد الجيش الروسي أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت مطار التيفور العسكري بثمانية صواريخ موجّهة عن بعد، انطلاقاً من الأجواء اللبنانية من دون دخول المجال الجوي السوري.مصادر رسمية لبنانية رجّحت لـ«الأخبار» أن تكون الضربة إسرائيلية، قائلةً إنه تمّ فجر اليوم رصد صواريخ أطلقت فوق البحر وفوق مناطق كسروان والبقاع إلى داخل الأجواء السورية. وكانت الأجواء اللبنانية قد شهدت، منذ يوم الجمعة الماضي، حركة كثيفة لطيران الاستطلاع الإسرائيلي فوق مناطق البقاع والشمال، كما أصدر وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف، يوم أمس، بياناً حذّر فيه من استباحة العدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية عبر طيرانها الحربي المعادي، وتسيير طائراتها الاستطلاعية فوق عمق الداخل اللبناني، محمّلاً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي عمل عدائي قد تُقدم عليه في أي منطقة لبنانية.

موسكو: تطور خطير
في أول تعليق رسمي لموسكو على الضربة، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن ما حصل «تطور خطير جدا في الوضع»، آملاً أن يكون «العسكريون الأميركيون على الأقل و(عسكريو) دول أخرى مشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يدركون ذلك».
في سياق متصل، أكد لافروف بعد اجتماع مع نظيره من طاجيكستان في موسكو، أن الاتهامات الموجهة للحكومة السورية بالوقوف خلف الهجوم الأخير في منطقة دوما قبل يومين «عارية عن الصحة» وهي «مجرد استفزاز».
وأشار لافروف في هذا الإطار إلى أن ممثل ​روسيا​ و​الهلال الأحمر​ العربي السوري «لم يجدا آثاراً لاستخدام الكيميائي ضد المدنيين»، معتبراً أن الرئيسين الفرنسي والأميركي توصلا «بسرعة فائقة» إلى أن الرئيس السوري هو وراء الهجوم الكيميائي. وأكد لافروف أن لروسيا التزامات تجاه دمشق في حال حدوث ضربة عسكرية أميركية، مع العلم أن موسكو قد حذرت واشنطن قبل يومين من مغبة القيام بتدخل عسكري «بذرائع مختلقة». بدورها، اعتبرت إيران هذه الاتهامات «مؤشراً إلى مؤامرة جديدة وذريعة للقيام بعمل عسكري».
اعتبر لافروف أن الاتهامات الموجهة لدمشق بشأن هجوم دوما هي «مجرد استفزاز»


ليبرمان: نشاطنا في سوريا مستمر
في حال ثبُتت مسؤولية إسرائيل، فإن هذا الاعتداء يكون الأوّل بعد إسقاط الجيش السوري طائرة F16 إسرائيلية في العاشر من شباط الماضي. وفي حديثٍ إلى موقع «يديعوت أحرونوت» العبري، قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تعليقاً على غياب النشاط الإسرائيلي في سوريا، خلال الأشهر الماضية: «كونك لم تسمع (بالنشاط) لا يعني أننا لا نعمل، فجزء كبير من نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي لا يلفت انتباه وسائل الإعلام والجمهور. يمكنني أن أؤكد لكم أننا تصرّفنا، وحتى في الأشهر الأخيرة. فليس هناك إمكانية لعدم القيام بفعل ما».



نفي أميركي
من المرجح أن تكون إسرائيل قد استفادات من التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليومين الماضيين ضد دمشق لتنفيذ ضربتها. وفور وقوع الضربة، قال التلفزيون السوري، اليوم، إن قتلى وجرحى سقطوا في هجوم بصواريخ «يعتقد أنها أميركية» على مطار التيفور، لكن الولايات المتحدة نفت شن أي ضربات جوية في البلاد. كذلك، رجحت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بدايةً أن يكون «العدوان أميركياً»، قبل أن تحذف لاحقاً أي إشارة إلى الولايات المتحدة. لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفت مسؤوليتها عن الضربة، مؤكدةً أنها «لا تنفذ ضربات جوية في سوريا حالياً».


تصعيد غربي
يوم أمس، أعلنت واشنطن وباريس، بعد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، توافقهما على «وجوب محاسبة نظام (بشار) الأسد على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان». التصعيد الغربي أعقب الاتهامات الموجهة للحكومة السورية بـ«تنفيذ هجوم بأسلحة كيميائية» على منطقة دوما. كذلك، قرّر ماكرون وترامب «تنسيق إجراءاتهما ومبادراتهما داخل مجلس الأمن الدولي»، الذي من المفترض أن ينعقد اليوم للنظر في هذه القضية. وقبل يوم كتب ترامب على موقع «تويتر»: «قُتل كثيرون، بينهم نساء وأطفال، في هجوم كيميائي متهور في سوريا»، مضيفاً أن «الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظاً». وأوضح الإليزيه أنّ الرئيسَين «تبادلا معلوماتهما وتحليلاتهما التي تؤكّد استخدام أسلحة كيميائية»، وهو ما كانت باريس قد اعتبرت أنه «خط أحمر» يستدعي ضربات انتقامية. وكانت باريس هدّدت مراراً بضرب أهداف عسكرية سورية، في حال ثبُت استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين. وقال ماكرون في شباط: «إننا سنضرب» في مثل هذه الظروف.