أحمد محسنبدأت سخونة الانتخابات النيابية تلقي أوزارها على الوضع الأمني. كان متوقعاً من الناحية العملية أن تتزايد هذه السخونة، كلما اقترب موعد الانتخابات يوماً واحداً. ارتفعت حدة الأحداث الانتخابية، أمس، وفي اليومين السابقين بشكل ملحوظ، إذ تعرض موكب عضو كتلة التغيير والإصلاح، النائب إبراهيم كنعان، أول من أمس، لإطلاق النار، وصفه المقربون منه بأنه محاولة اغتيال. أكدت تقارير أمنية، أن الحادثة وقعت في العاشرة والنصف من مساء أول من أمس، في منطقة المنصورية، وعلى مقربة من أحد المكاتب الانتخابية للائحة الإنقاذ المتني (لائحة التحالف بين قوى 14 آذار والنائب ميشال المر)، حين اعترضت سيارة رباعية الدفع، من نوع شيروكي بيضاء اللون، وأطلقت النار منها باتجاه موكب النائب كنعان. لم يصب أحد بأذى، فيما أوقفت فصيلة برمانا اثنين من المشتبه فيهما، وهما د.ع. (21 عاماً) ود.ك. (19 عاماً). وتتابعت الاعتداءات على التيار الوطني الحر، فبعد منتصف ليل أمس بقليل، أقدم شخص مجهول على إحراق صورة رئيس التيار، النائب ميشال عون، المثبتة على أحد الطرق العامة في بلدة الشيخ علي (عكار). وفي سياق متصل، في الشمال اللبناني، أوردت التقارير الأمنية خبر احتراق سيارة رباعية الدفع، من نوع شيروكي، عائدة للمواطن علي ع. (42 عاماً)، كانت مركونة في بلدة القرنة (عكار)، علماً بأن الشخص المذكور هو رئيس الدفاع المدني في بلدة الصدقة المجاورة، من دون أن توضح التقارير علاقة صاحب السيارة بالانتخابات النيابية، كما سُمع إطلاق عدة عيارات نارية في خراج بلدة القرنة. بقاعاً، سببت الانتخابات إشكالاً آخر، لكن المستهدف لم يكن نائباً في البرلمان هذه المرة، ولم تطور الحادثة إلى إطلاق نار. فقد ادعى المواطن خضر و. (27 عاماً) أمام مخفر جب جنين، أنه فيما كان ماراً سيراً على قدميه على طريق بلدة كامد اللوز، حاملاً علم عليه «شعار العيش المشترك»، والخاص بالمرشح على لائحة المعارضة محمد القرعوني، تعرض له نمر غ. وسعيد ب. وعادل خ. ومحمد أ. (جميعهم من بلدة كامد اللوز كما جاء في التقارير الأمنية التي أكدت انتماءهم إلى فريق 14 آذار سياسياًَ)، فضربوه وكسروا العلم الذي كان بين يديه. أما في الشوف، الذي شهدت إحدى بلداته (مزبود) خلال الأسبوع المنصرم اعتداءات بالجملة على قوى المعارضة، فقد أكدت التحقيقات الأمنية أنه تبعاً لإفادات شهود عيان على حادثة حرق مكتب التيار في البلدة، فإن مسلحين اقتحموا المكتب، وهددوا الموجودين فيه، كما ضربوا أحد مسؤولي التيار بأعقاب البنادق على رأسه، مطلقين 3 عيارات نارية لتخويفه، قبل أن يرموا البنزين في المكتب ويحرقوه. وأول من أمس، عادت الأحداث الانتخابية لتزعزع أمن الشوف مجدداً، فقد ادعى المواطن أمين خ. (48 عاماً)، وهو مسؤول في أحد التنظيمات القريبة من المعارضة اللبنانية، أنه وجد رسالة على سيارته المركونة في بلدة حصروت، وقد دوّن عليها «أولادك بحاجة إليك، المستقبل عنا»، كما جاء في تقارير الأمنية، التي رأت في الأمر تهديداً للمدعي. الجنوب كان له حصته من الخضات الأمنية أيضاً، وفي تكرار لمشهد سابق حدث في بلدة الطيبة الجنوبية، تعرض موكب المرشح عن تيار الانتماء اللبناني، أحمد الأسعد، للرشق بالحجارة أثناء مروره في بلدة الخيام (مرجعيون)، من أشخاص مجهولين. وأخذت الحركة الانتخابية شكلاً سلمياً في بعض المناطق، لكنه لا شيء يضمن ولادة الإشكالات بسببه. إحدى هذه الحركات السلمية، كانت في مدنية قرطبا (جونيه)، حيث عثر على عدد كبير من المنشورات، تتضمن صورتين: الأولى للعلم اللبناني باللون الأصفر، والثانية العلم اللبناني وتحته شعار «الاستقلال الثاني»، وفي آخر كل صورة منها شعار «القوات اللبنانية»، وذلك كما جاء في تقارير أمنية.