انطفأ صباح اليوم في دمشق، ممتاز البحرة (1938- 2017)، بعد عزلة اختيارية في «دار السعادة» للمسنين. سيحزن أكثر من جيل على غياب هذا الرسّام الذي ارتبط اسمه بمجلة «أسامة» التي أسسها مع كوكبة من رسامي الأطفال (1969)، المجلة التي رافقت أجيالاً من السوريين بقصصها المصوّرة وشخصياتها المدهشة، قبل أن تفقد وهجها بغياب مؤسسيها أمثال نذير نبعة وغسان سباعي وعادل أبو شنب. لن ننسى مغامرات «أسامة»، و«شنتير» بريشة البحرة الذي كان أول من مهّد الطريق إلى «الكوميكس» السوري في سبعينيات القرن المنصرم.
على أن حضوره الوجداني سوف يتكرّس على نحوٍ أوسع في رسومه للكتب المدرسية في المرحلة الابتدائية عبر شخصيتي «باسم ورباب» على نحوٍ خاص، بخطوطه الواضحة وألوانه المبهجة. وإذا بشخصياته تترسخ في أذهان الأطفال كأصدقاء لا يمكن الاستغناء عنهم في مواقف حياتية كثيرة، وكمثال على التفوّق والسلوك الرصين وحب الآخرين. ساهم البحرة في رسوم قصص الأطفال في معظم المجلات العربية مثل «ماجد»، و«سندباد»، مؤكداً حضوره بمهارة البساطة، وحيوية ومرونة خطوطه وقدرته على التشخيص البيئي لملامح الرسمة، كما عمل كرسّام كاريكاتور في أكثر من صحيفة محليّة. انطفأ ممتاز البحرة وحيداً، وترك باسم ورباب يتيمين.