لندن | أسّس ممثلون وصحافيون ومخرجون بريطانيون تعاونية أطلقوا عليها اسم «سينما من أجل غزّة» بغرض ترجمة تضامنهم مع الفلسطينيين في جهود عمليّة تساعد في التخفيف من معاناة الشعب الذي يتعرّض إلى حرب إبادة علنيّة منذ أكثر من ستة أشهر. وتداعى كلٌّ من هانا فلينت، وجوليا جاكمان، وليلى لطيف، وصوفي مونكس كوفمان، وهيلين سيمونز إلى تنظيم نشاطات باسم التعاونية لجمع الأموال لـ «جمعية العون الطبي للفلسطينيين» (MAP)، وهي منظمة أهليّة خيرية بريطانية تتخصّص في تقديم الخدمات الطبية للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة ومخيمات لبنان، وتدافع عن حقوقهم في تلقي العلاج والعناية الطبية، وتدعم تطوير القدرات والمهارات المحلية لضمان التنمية الطويلة الأجل لنظام الرعاية الصحية الفلسطيني. وتشارك الجمعية الآن في الاستجابة لحالة الطوارئ في غزة.

سوزان ساراندون، وبول ميسكال، وأوليفيا كولمان من بين الفنانين المتبرّعين

وفي هذا الإطار، أطلقت التعاونية مزاداً خيرياً إلكترونياً لبيع متعلقات رمزية للفنانين لأعلى سعر يستمر حتى 12 نيسان (أبريل) الحالي.
ومن بين الفنانين الذين تبرعوا بمقتنيات للمزاد المخرج البريطاني جوناثان غليزر الذي فاز فيلمه عن الهولوكوست «منطقة الاهتمام» بجائزة أفضل فيلم أجنبي في أوسكار 2024. وتبرّع غليزر بملصقات موقّعة لفيلمَيْه The Zone of Interest وUnder the Skin. علماً أنّه كان قد تحدّث في خطاب قبول الأوسكار ضد توظيف اليهودية والهولوكوست من قبل الدّولة العبريّة لتبرير إبادة الفلسطينيين و«تجريد غزة من إنسانيتها».
وتشمل معروضات المزاد العلني نصوص أفلام ومسلسلات وكلمات أغنيات موقعة من مبدعيها، وفرصاً للقاءات افتراضيّة عبر موقع «زووم» مع ممثلين وفنانين معروفين، وتذاكر خاصّة لحضور عروض كوميدية مرتجلة، وفرصاً لالتقاط صور شخصيّة بكاميرا صحافي سينمائي محترف، أو قضاء يوم في مواقع التصوير السينمائي، وغيرها. وقد تدفّقت هذه التبرعات من مجموعة واسعة من المواهب السينمائية من المملكة المتحدة وخارجها، من بينهم تيلدا سوينتون، ورامي يوسف، وبيتر كابالدي، وبول ميسكال، وأوليفيا كولمان، وسوزان ساراندون، وإيميلدا ستونتون، وبريان كوكس، وجوزيف كوين، ومايك لي، وميسان هاريمان، وجوانا هوغ، وإيمي لو وود، وجوش أوكونور. ويعرض موقع المبادرة على الإنترنت 134 مزاداً متوازياً على المعروضات التي تجاوز ربعها على الأقل حدّ الـ 1265 دولاراً أميركياً لكلّ منها.
إضافة إلى فرص المزايدة على المعروضات، يوفّر موقع المبادرة أيضاً إمكانيّة التبرّع المباشر. وحتى كتابة هذه السطور، كان مجموع الأموال المجموعة من المزايدات والتبرّعات الموازية قد تجاوز الـ 126 ألف دولار أميركي، فيما يأمل المنظمون أن تنجح المبادرة بجمع 316 ألف دولار على الأقل.
وكانت منظمة العون الطبي للفلسطينيين قد تأسست على يد جرّاحة العظام البريطانية سوي تشاي آنغ التي تطوّعت للخدمة في مخيمات صبرا وشاتيلا ورفضت مغادرة المستشفى هناك أثناء المذبحة في عام 1982. ولدى عودتها إلى المملكة المتحدة، انضمت إلى مهنيين طبيين وعاملين في المجال الإنساني لتأسيس MAP، من أجل تنظيم إرسال الأطباء والممرضات للعمل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الرعاية لهم في الخطوط الأمامية.
علماً أنّ سوي تشاي آنغ كتبت في «من بيروت إلى القدس» عن تجربتها البطولية، كما أسهمت بتأليف مرجع متخصّص عن جراحة الحرب بالاستفادة مما شهدته من فظائع في المخيمات. (للاشتراك في المزادات، أو للتبرّع مباشرةً: أنقر هنا).