دبي ــ الأخبار
في لحظة كان الجميع ينتظر كلمة مباشرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حلّ رضا العبد الله ضيفاً على قناة “الجزيرةكان المغني العراقي يتحدث عن أغنية “وينكم يا عرب” (أطلقها بعد أيام قليلة من مجزرة قانا الثانية)، فيما الجمهور مشدود الى الشريط المتحرك في أسفل الشاشة معلناً اقتراب بث الكلمة. وحين طلعت صورة السيد، قطع البث مباشرة عن صورة المغني العراقي الذي كان يتحدث من دبي. لكن عبد الله لم يبد انزعاجاً من موقف “الجزيرة”.

على العكس يضحك ويقول: “أنزعج؟ لا، هذا جنون!... كنت أشاهد العبارة، فيما أثبّت المايكروفون على صدري، وقلت إنه شرف لي أن أظهر على قناة الجزيرة في ذلك التوقيت، حينما يتحلق ملايين المشاهدين أمام الشاشة”. لكنّ الأغنية عرضت، واستكمل الحوار مع رضا في اليوم التالي.
في الأغنية، يصرخ المغني : “الله أكبر” ليس الأول في ابتكار هذا الاسلوب. فنانون قبله، من بينهم مطربات كلاسيكيات كفايزة أحمد، اعتمدوه في أغانيهم. لكنّه أراد من خلالها توجيه “رسالة الى الشارع العربي كي يفيق من غفلته”.
في الكليب، يقف المغني أمام شاشة بيضاء تعرض صور الحرب، “أراد المخرج ياسر الياسري أن يضعني والحدث في كادر واحد.
لم يتبع طريقة التقطيع بين صورتي وصور الحرب، كأنه أرادني شاهداً ومعلّقاً”.
قنوات كثيرة، بعضها متخصص في عرض الأغاني المصورة، رفض بث الأغنية. تظهر خيبة الأمل واضحة عليه، ويقول: “لم أكترث. رفضت قناتا “أنفينيتي” و”حواس” الإماراتيّتان و“الشرقية» العراقية عرض الأغنية، لكن “الجزيرة بثتها وقنوات أخرى”. و”روتانا”؟ يجيب مبتسماً: “بسبب ظروف الحرب، تأخر البريد لكي يصل بالأغنية من دبي الى مكاتب الشركة في بيروت... عرضت ليوم واحد قبل دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ”.
لا يبدو المطرب راغباً بالحديث عن القناة السعودية، فهو في الأساس ابن “روتانا”، قبل أن يفسخ أخيراً شراكته معها، ويقرر انتاج البومه الجديد على حسابه الخاص، كما أغنية “وينكم يا عرب” التي استغرق تنفيذها ثلاثة أيام، “لم أنم فيها مطلقاً ومعي طاقم الإنتاج والإخراج”.
هل سيدرج الأغنية في ألبومه المقبل؟ يتردد رضا: “ربما”. وهل يخاف من منع الألبوم في أسواق عربية معينة، وخصوصاً أنه ينتقد فيها بعض الأنظمة العربية في شكل مباشر؟ “لا أعتقد. وإن حوربت، سيعرف جمهوري كيف يصل اليّ”. لطالما راهن رضا على ذلك، فقد سبق أن “سجن” في بغداد، أيام نظام صدام حسين، كما هرب من دبي الى مصر حين وصل التهديد العراقي الرسمي الى حدود دبي، مركز إقامته وبعض أفراد العائلة منذ سنوات. ويختم حديثه: “هناك شركة تفاوضني مع عدد من الفنانين الذين غنوا أثناء الحرب لجمع أعمالهم في أسطوانة وبيعها، على أن يعود ريعها الى نشاط الإعمار في لبنان».