غاب موسى وهبة (1941 ــ 2017)، الأستاذ الجامعي الألمعي، والأكاديمي العريق... غاب الفيلسوف المختلف، والثائر الذي أعاد تموضعه على إيقاع كانط وميتافيزيقاه...رحل «اللامنتمي» الذي قدَّم كرامة الإنسان على...
ما يليق قوله في موسى وهبة أنه أحيا المأدبة الفلسفية في أحلك أيام بيروت واستمر بها إلى نهايته المبكرة والأليمة والجريئة، كريماً في دعواته، موسّعاً رقعتها، منوّعاً أطباقها. دارت مأدبة أفلاطون كما نعلم...
في عصر بؤس الفلسفة وبؤس تعليمها، هنا عند العرب، والآن حيث العنف على أنواعه يأكلنا وينخر عظامنا، من واجبنا أن نتأمل غياب معلّمنا العزيز، فيلسوف الانفتاح.فلسفة موسى وهبة هي مرآة للإنسان الذي كانه،...
في لحظة عبوره إلى عالم اختاره بنفسه، ترتسم في أذهان الذين عرفوه صورة الفيلسوف الأنموذج، في شخصه كما في نصه، وتتجلى فرادته في القول إذا قال، وفي الفعل إذا فعل، وفي السكوت البليغ، إذا بلغ التأمل عنده...
موسى الفلسفة شعلة أوقد وهج الحرية سراجها. مضى بتلك الشعلة مذ أينعت أفكاره ثمار تميز وفرادة. تصوراته، أفاهيمه، يومياته، وحتى آهاته كانت مفعمة بنسغ البحث في الميتافيزيقا، كثيراً ما كان يردد، مع كل كبوة...
للحقيقة يا دكتور أنت الفيلسوف الوحيد في هذه البلاد. لذا، يتلبّك الجميع في التعامل معك لأنّك تفضح الجميع بنشاطك ورؤيتك للفلسفة. كلّنا، وحتى أنا واحدٌ منهم، يتعامل مع الفلسفة كدعاة ، كمثقفين، وليس...
حين قررت أن أقدم شهادة بموسى وهبة، تهيبت الأمر لأنني احترت أيّ المداخل أختار. لكن حين استعرضت تاريخ هذه الشخصية، وجدت أن الدخول الى حديقتها لا يكون إلا من باب الصداقة، فحزمت أمري وقررت لأن باب صداقته...
تجدر إحاطة التحية بأطر مجبولة بأسارير الإمكان والقول وقدرة الفعل، ليكون نَظْمُ الكلمات قولاً فاعلاً أمام فعل الإمكان الذي كان شغلك الشاغل...معلّمي! وكم يلزم من الجرأة لاستعمال «ياء المتكلّم» في آخر...
وفجأة، دوّى انفجار كبير، يشبه ذلك اﻟ Big Bang... انهار الوطن العتيق على من فيه وما فيه. ليجد آدم وحواء نفسَيْهما عاريين وسْط الركام. كان ذلك في أواسط سبعينات القرن الماضي، يوم لم يعد للشوارع...
أدمعت عينا العربية وسالَ الكحلُ عن الجفنين لينسكب كلماتٍ ساخنة تُشعل سكونَ الوعي...نادت بأعلى صوتها: «أيا صديقي، يا كاشفَ سحري، يا من شاغبنا معاً ولهونا متمتِّعين بالتقسيم «على وزن أفعول»، كيف لك أن...
تعرّفت إليه في الجامعة اللبنانية قبل أن تتفرع طائفياً ومناطقياً عام 1977. هو كان أستاذاً محاضراً في الفلسفة الغربية، وأنا كنت طالباً غير مواظب على الحضور في الجامعة لابتعادي، بابتعاد بلدتي النائية،...