المواجهة بين القوات الباكستانية ونظيرتها الأميركية تسير في طريق تصاعدي رغم محاولات طمسها إعلامياً؛ فللمرة الثالثة يحتك الطرفان في منطقة القبائل، لكن هذه المرة مع إسقاط طائرة
أعلن الجيش الباكستاني، أمس، أنه عثر على حطام الطائرة الأميركية التي قيل إنّها أُسقطت بنيران الجيش ورجال القبائل، في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن احتمالات تنفيذ تنظيم «القاعدة» هجمات بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل.
وأصدر الجيش الباكستاني بياناً قال فيه إنّ القوات الأمنية وجدت حطام طائرة الاستطلاع، مضيفاً أنّ تحطمها ناجم عن عطل تقني، مشيراً إلى أن التحقيقات مستمرة في هذا الشأن.
من جهتها، أعلنت قوات التحالف في أفغانستان أنّ إحدى طائراتها المُسيَّرة من دون طيار، التي يمكن تزويدها بمعدّات للمراقبة بالفيديو، سقطت في مقاطعة أفغانية محاذية لوزيرستان، لكنّها لفتت إلى أنّها استرجعتها ولم يُفقد منها أي شيء.
وكان ثلاثة مسؤولي استخبارات باكستانيين قد أعلنوا أنّ القوات الحكومية ورجال القبائل أسقطوا طائرة تجسس أميركية من دون طيار بالقرب من جلال خيل جنوب وزيرستان، بعدما استطلعت المنطقة لساعات.
حادث إطلاق النار على طائرات استطلاع أميركية هو الثالث من نوعه خلال شهر، بحيث أبدت إسلام آباد امتعاضاً من الطريقة الأميركية في ملاحقة «القاعدة» عبر اختراقها الأجواء الباكستانية وتوجيه ضربات إلى الداخل، ما دفع الجيش الباكستاني إلى التحذير من «اختراق سيادة بلاده» وتعهد الدفاع عنها بأي ثمن. وكان مقرّراً أن يبحث الرئيس الباكستاني آصف زرداري هذا الموضوع مع نظيره الأميركي جورج بوش على هامش قمة الجمعية العامة المنعقدة في نيويورك أول من أمس، لكن بوش لم يتطرّق مباشرة إلى الموضوع، وقال لزرداري: «كلماتك كانت قوية جداً عن السيادة الباكستانية وواجبكم السيادي في حماية البلد، والولايات المتحدة تريد المساعدة».
في المقابل، توقع رئيس مؤسسة «أميركا الجديدة»، ستيف بول، الذي ألف كتباً عن تنظيم «القاعدة»، حصول هجوم إرهابي يتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأنّ عناصر التنظيم «يحبون أن يثبتوا وجودهم في المناسبات الكبرى والحملة الرئاسية هي أفضل مناسبة». غير أنه استبعد حصول هجوم كبير على الأراضي الأميركية أو أهداف أميركية أخرى، بل توقع حصول هجمات في المناطق القبلية.
إلى ذلك، أبدى الرئيس الأفغاني حميد قرضاي استغرابه من تعليقات وزير دفاعه عبد الرحيم وردك التي وردت في صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس عن أن باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة تناقش في تأليف وحدة قتالية مشتركة، لكنه أعلن دعمه لها.
ميدانياً، أدى هجوم انتحاري في منطقة القوطة القبلية إلى مقتل فتاة وجرح 11 جندياً، فيما قتلت القوات الأمنية نحو 20 مسلّحاً في باجور في إطار العملية العسكرية التي تشنّها على المتمرّدين في المناطق القبلية منذ شهر آب.
(أ ب، يو بي آي)