وأوضح المصدر أن السوداني أجرى أكثر من اتصال هاتفي مع شخصيات ومسؤولين إيرانيين بهدف التوسّط والضغط على الفصائل، وتحديداً حركة «النجباء» و«كتائب حزب الله»، لعدم القيام بأي نشاط عسكري ضد الأميركيين. وجاء ذلك بعد تنفيذ هجومين خلال أسبوع واحد استهدفا قاعدة «عين الأسد» الأميركية غرب بغداد، ولم تعلن المقاومة العراقية مسؤوليتها عنهما، ولكنها لم تنفها أيضاً، وقالت إنها ستستأنف قريباً عملياتها ضد القوات الأميركية.
ولفت المصدر إلى أن السوداني أعطى معلومات أولية بسيطة عن سير المفاوضات مع الولايات المتحدة وكيفية التعامل مع هذا الملف، مبيناً أن «السوداني أكد للمسؤولين الإيرانيين أن الإدارة الأميركية مستعدّة للخروج وفقاً لما يرغب فيه العراق، ولكن هناك إجراءات معقدة قد تستغرق وقتاً طويلاً». ورجّح أن «لا تنصاع الفصائل هذه المرّة لدعوة طهران إلى التهدئة، بعد تيقّنها من أن المفاوضات الحالية لن تؤدي إلى الانسحاب النهائي، بل إلى تنظيم العلاقة بين البلدين».
السوداني أجرى اتصالات بالإيرانيين للضغط على الفصائل، وتحديداً «النجباء» و«كتائب حزب الله»
ويسعى السوداني إلى إيجاد مساحة من التهدئة بين فصائل المقاومة والقوات الأميركية، تلافياً لدخول العراق في منزلق التصعيد الذي تشهده المنطقة عموماً وفلسطين خصوصاً، فضلاً عن ضغط واشنطن عليه لحماية مصالحها وبعثاتها الديبلوماسية التي تعرّضت لاستهدافات من قبل الفصائل المسلحة.
لكن قياديَّين تابعين لتنسيقية «المقاومة الإسلامية في العراق» أفادا بأن «الفصائل رافضة لأي هدنة جديدة مع الأميركيين، وأن قرار التصعيد واستهداف القواعد الأميركية هو قرار عراقي بحت ولا علاقة لإيران به ولا تتدخل فيه». وأشار القياديان، في حديثهما إلى «الأخبار»، إلى أن «المقاومة تعمل بإستراتيجية العدو، وهي اضرب واهرب، ومن دون تبنٍّ للعمليات العسكرية، وذلك حفاظاً على سرية الفصيل الذي ينفّذ العملية».