سيده يوسف كلاس
لماذا البقاء، وهم مَن جلب للوطن العار؟ إذا فعلوا، صبّوا الزيت على النار. حكاياتهم كحكاية الغراب والديك وهم يتقاسمون قطعة الجبنة عند الثعلب المكّار.
لامعون في الفشل، ضعفاء في تحمّل المسؤولية الوطنية التي أرادوها طوعاً، ومارسوها طمعاً وهدفاً. روّاد في الإهمال.
يتقنون فنّ السلب والفساد، يجيدون أصول الكذب والترداد. يدفنون حواسهم الخمس في الرماد، مشعوذون، لا يعرفون في عالمهم هذا سوى الندب والنواح. اهتمامهم في الواقع بقضايا البلد مع الهوا سواح دون فهم أن الحرية والديموقراطيّة مسؤوليّة، لا فوضى وليالٍ ملاح.
يدّعون أن لبنان لبنانهم... أيّ لبنان يقصدون؟
يا ليتهم أرادوه لحظة، بل سحروا بالمال والجاه على حساب الكرامات والخصوصيات. إن مَن أراد الوطن ضحّى بروحه في سبيله، واستشهد لبقائه. لكن في معجمهم الخاص كانت التضحية أكبر وأخطر: هي الشعب ولقمة عيشه والأسئلة كثيرة وكثيرة، كيف؟ ماذا؟ ومتى؟ ولا جواب يشفي روح المواطن التي تحتضر في الظلام، وهم يتلذّذون بأمواله المسلوبة كي يتنعّموا في فردوس ساحر أخّاذ ويتأرجحون على كرسي هزّاز. يشكون وهُم العادون، يغتالون حقوق المواطن وهم الباكون. إنّهم كالموت الذي لم يكفه البحر، فأراد اليابسة أيضاً. حان الوقت لنكثّف الجهود ونطلق الأفكار، ونلملم الأوراق، ونشبك الأيادي، نتحدّى المؤامرات ونجدّد المصير في سبيل بقائه واستقلاله، ونبتر اليد التي تهزّ كيانه، لأن الجوهرة الثمينة إذا ضاعت، ضاعت قيمتها حيث يصعب صناعتها مرة ثانية.