وصفت مفوضة مصلحة السجون الإسرائيلية (الشاباص)، كيتي بيري، اليوم، فرار الأسرى من سجن الجلبوع، بأنه «حدث صعب، مزلزل ومؤسس وله تبعات كثيرة».
وأشار وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، إلى أن «حدثاً مشابهاً أو أخطر قد يتكرر في المستقبل». وفي هذه الأثناء، أعلنت مصلحة السجون أنها تواصل نقل الأسرى من حركة الجهاد الإسلامي من سجن إلى آخر وأنها نقلت حتى اليوم قرابة 300 أسير.

وبحسب بيان مصلحة السجون، فإن بيري قررت تنفيذ حملة تفتيش في الزنازين، وإضافة سجانين إلى الأقسام في السجون وإغلاق زنازين الأسرى طوال النهار.

وسينتقل التحقيق في فرار الأسرى من الجلبوع، اليوم، إلى الوحدة الدولية للتحقيقات في الجرائم الخطيرة في «لاهف 433» التابعة للشرطة، بعدما كان التحقيق يجري في الوحدة المركزية التابعة للمنطقة الشمالية، وذلك إثر الحاجة إلى تفرغ محققين لأحداث أخرى. وتواصل الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين عملية تقصي حقائق حول احتمال مساعدة سجانين للأسرى الستة على الفرار.

وجرى التحقيق مع 19 سجاناً حتى الآن، فيما نقل موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني عن ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية قوله إنه لا يوجد دليل حتى الآن حول تعاون بين سجانين والأسرى الفارين. وستواصل الشرطة، اليوم، الحصول على إفادات سجانين آخرين.

وخلال زيارة إلى سجن النقب الصحراوي «كتسيعوت»، ظهر اليوم، بمرافقة بيري ونائبه، يوآف سيغالوفيتش، قال بار ليف: «نحن الآن بعد حدث خطير لهروب أسرى من سجن جلبوع. وسنقلب أي حجر بهدف فحص ماذا أدى إلى هذا الفشل في المستوى المحلي للسجن، وما هي التبعات في مصلحة السجون عامة. وسنستخلص العبر المطلوبة ونطبقها».

وأضاف مخاطباً السجانين: «استمروا في الحفاظ على يقظة عملانية مرتفعة لأن حدثاً مشابهاً أو أخطر قد يتكرر في المستقبل».

وقال بار ليف، للإذاعة العامة الإسرائيلية «كان»، صباح اليوم، إن الشرطة والجيش الإسرائيلي والشاباك «منشغلون في المطاردة التي لن تتوقف حتى نقبض على المخربين الفارين، ونصحح الإخفاقات التي أدت إلى الفرار، وإذا وجدنا إهمالاً مهنياً فسنعتني به».

وشدد مسؤول رفيع في جهاز إنفاذ القانون على أن «هروب الأسرى من سجن الجلبوع ليس فشلاً موضعياً، وهذا فشل لسنوات ويستصرخ السماء». ونقل موقع «واللا» الإخباري عنه قوله إنه «كلما تتكشف تفاصيل أخرى حول تسلسل الأمور التي قادت إلى الهروب، يتضح حجم الإخفاق. ولا مفر من تشكيل لجنة تحقيق خارجية وغير منحازة لاستيضاح كافة الظروف التي أدت إلى هروب الأسرى».

من جانبه، قال قائد سجن «حرمون»، ياريف كوهين، لموقع «واينت» الإخباري، إنه «على الرغم من أن هذا حدث خطير وصعب وينبغي معالجته، لكن في هذه المرحلة لا نعرف إلى أي مدى يوجد إخفاق أم لا هنا».

وأضاف كوهين أنه «ينبغي أن ندرك أن الجهاد الإسلامي هي حركة معقدة وتعرف كيفية الحفاظ على سرية. ولا شك أن علينا فحص أنفسنا استخباراتياً كيف لم نعلم بهذا الأمر (أي تخطيط الأسرى لعملية الفرار)، لأن هذه حقيقة أننا لم نعلم. وحقيقة هي أنهم نجحوا في الحفاظ على سرية فائقة جداً. وسنضطر إلى توزيع أسرى الجهاد الإسلامي وأن ندرك أن حدثاً مهماً جرى هنا. وهذه عملية لم ينفذ مثلها منذ سنوات عدة».

وحول نقل الأسير زكريا زبيدي، وهو من حركة فتح، إلى زنزانة مع أسرى الجهاد الإسلامي، قال كوهين إن «مفهوم مصلحة السجون طوال السنين هي الحفاظ على الفصل بين (أسرى) حماس، فتح والجهاد الإسلامي».