غزة | لم تفوّت المقاومة الفلسطينية فرصة استهداف طائرات الاحتلال مواقعها جنوب غزة، لتثبّت معادلة جديدة في قواعد الاشتباك، إذ استهدف الجناح العسكري لحركة «حماس»، «كتائب القسام»، الطائرات المغيرة على موقع القادسية التابع للمقاومة، بصاروخ أرض - جو محمول على الكتف من طراز «ستريلا»، مطلِقاً، في الوقت ذاته، صليات من الرصاص الثقيل على الطائرات لإبعادها، ما اضطرّ العدو لسحبها وإعلان انتهاء عملية القصف. وجاء هذا التطوّر في أعقاب إطلاق صاروخ من القطاع تجاه تجمُّع مستوطنات أشكول جنوب غزة، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنه جرى اعتراضه، فيما زعم ناطق باسم جيش الاحتلال أن الردّ الإسرائيلي استهدف ورشة تصنيع أسلحة لحركة «حماس»، محمّلاً الحركة المسؤولية عن أيّ أحداث. من جهتها، اعتبرت «حماس» قصف الاحتلال لبعض المواقع الفارغة في القطاع، «بمثابة محاولة فاشلة لمنع الشعب الفلسطيني من الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى»، مؤكدة «مواصلة المواجهة على كلّ محاور الاشتباك في القدس وغزة والضفة والداخل المحتلّ»، بحسب الناطق باسمها، حازم قاسم.
أجرى الوسيط المصري عدّة اتصالات بحركة «حماس» مبلِغاً إيّاها أن الاحتلال لا يرغب في التصعيد

ووفق مصادر فلسطينية، تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن الوسيط المصري أجرى اتصالات بـ«حماس» سعياً إلى تهدئة الأوضاع، ولإيصال رسالة من الاحتلال مفادها بأنه لا يرغب في التصعيد، وبأنه سيردّ على إطلاق الصاروخ، نافيةً أن يكون المصريون قد مارسوا أيّ ضغوط على الحركة لمنعها من الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية. وفي الإطار ذاته، أبلغت «حماس» المصريين بأنها لن تسمح بكسْر العدو قواعد الاشتباك التي كانت سارية سابقاً، محذّرة من أن أيّ تجاوز للخطوط الحمر، سيؤدّي إلى ردّ من جانب المقاومة، وتالياً تفجّر الأوضاع من جديد. وشملت المباحثات أيضاً، بحسب المصادر، التطوّرات في القدس، حيث نبّهت الحركة الوسيط المصري إلى أن إقدام العدو على تنظيم «مسيرة الأعلام»، سيعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل معركة «سيف القدس» بأيّام. وكان منظّمو المسيرة طلبوا، في وقت متأخّر من مساء الإثنين، من شرطة الاحتلال الإذن بتنظيم الفعالية، مساء اليوم، في القدس القديمة وحول الأسوار، لكن الشرطة رفضت منحهم الإذن، متحجّجة بأن تقديم الطلب جاء متأخّراً، وأن مسيرة من هذا النوع بحاجة إلى إجراءات تأمين مسبقة. وبحسب «القناة السابعة» العبرية، فقد ردّت الشرطة بأن المنظّمين نشروا الإعلان قبل أخذ موافقتها، وهو ما دفعها إلى رفض طلبهم، فيما يجري بحث مخطّط وموعد بديلَين.
ويوم أمس، اقتحم 853 مستوطناً باحات المسجد الأقصى بحماية أمنية مشدَّدة من قِبَل قوات الاحتلال التي اعتدت على المصلّين الفلسطينيين الموجودين داخل باحات الحرم، ما يرفع عدد المستوطنين المقتحِمين إلى 2275 منذ بداية عيد الفصح اليهودي.