غزة | مع إعلان الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، «سرايا القدس»، الاستنفار إثر اعتقال قوات العدو القيادي في الحركة، الشيخ بسام السعدي، من مخيم جنين، رفَع جيش الاحتلال، في المقابل، التأهّب إلى أقصى مستوياته في منطقة غلاف غزة، خشية ردّ متوقَّع من «الجهاد». وكانت «سرايا القدس» قد أعلنت، فجر أمس، رفْع مستوى الجاهزية لدى مقاتليها ومختلف وحداتها العسكرية، بما فيها الوحدة الصاروخية، فيما أجرت الفصائل، وخاصة حركتا «حماس» و«الجهاد»، مباحثات داخلية لمناقشة التطوّرات في مخيم جنين وسبل الردّ عليها، وفق ما علمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة. كذلك، دخلت الفصائل كافة في حالة تأهّب قصوى، تحسّباً لإمكانية وقوع مواجهة مع العدو، في وقت شدّد فيه الوسيط المصري، خلال مباحثات مع الفلسطينيين، على ضرورة حفْظ الهدوء وعدم الانجرار إلى مواجهة عسكرية جديدة.وإذ ذكرت مصادر عبرية أن دولة الاحتلال حذرت، عبر المصريين، من أن أيّ تصعيد سيقابَل بردّ عنيف، أعلن جيش العدو الاستنفار على حدود غزة، ورفْع مستوى التأهّب في منظومات القبّة الحديدية في الجنوب إلى الحدّ الأقصى خوفاً من وقوع هجمات انتقامية. أيضاً، أُغلقت عدّة طرق في مناطق الغلاف، تحسُّباً لإطلاق صواريخ مضادّة للدبابات، فيما تمّ إيقاف حركة القطارات من عسقلان إلى نتيفوت وسديروت. وعُقد، بالتوازي مع ذلك، اجتماع لكبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، بمشاركة رئيس الوزراء يائير لبيد، ورئيس الوزراء البديل نفتالي بينيت، ووزير الجيش بني غانتس، ومستشار الأمن القومي إيال حولتا، ورئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس «الشاباك» رونين بار، وغيرهم من المسؤولين لتقييم الوضع.
ورصدت وسائل إعلام عبرية شهادات لمستوطنين في غلاف غزة، عقب الإجراءات الأمنية التي اتُّخذت صباحاً. وقالت إيلانيت من مستوطنة «كفار عزة»، لـ«القناة 13» العبرية: «كأنّنا في الطريق إلى حرب، وجدنا على طول الطرق حواجز ومركبات للجيش». وأضافت: «المستوطنون يخشون أن يتطوّر الوضع الأمني، وبالتالي يسألون أنفسهم ما إذا كان ينبغي إلغاء الفعاليات والأحداث». وأشار المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألموغ بوكير، من جهته، إلى أن «التأهّب الذي نشهده هذا الصباح في غلاف غزة هو من ضمن الدروس المستفادة من عملية حارس الأسوار عام 2021، بحيث يتمّ عزل المنطقة لتقليص الأهداف المتاحة للتنظيمات في القطاع»، متسائلاً: «إلى متى سوف يستمرّ هذا التأهّب؟ غير واضح، يمكن أن يستمرّ لساعات ويمكن لأيام». وفي مستوطنة «سيديروت» شمال غزة، تَقرّر تحويل الدراسة في كلية «سابير» إلى «الأونلاين»، في ضوء مخاوف عالية من احتمال إطلاق صواريخ.
في السياق نفسه، أغلقت قوات الاحتلال معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، والمخصَّص لإدخال البضائع؛ ومعبر بيت حانون شماله، والمخصَّص لعبور المسافرين والعمال. واعتبرت وزارة المالية في غزة تلك الخطوة «إجراءً يهدف إلى خلق أزمة اقتصادية ومعيشية وعرقلة الحركة التجارية والاقتصادية في القطاع».