غزة | في الوقت الذي تتصاعد فيه الأحداث والعمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، تتحسّب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لمحاولة نقل الاحتلال المعركة إلى القطاع للهروب ومحاولة تهدئة الأوضاع في الضفة، وسط رفع حالة التأهّب الأمني والعسكري خشية عمل غادر. وعلمت «الأخبار» من مصادر في المقاومة الفلسطينية، أن تقديراتها تفيد بأن «الاحتلال قد يفكر، حالياً، بنقل المعركة إلى قطاع غزة، في ظلّ عجزه عن السيطرة على الوضع في الضفة الغربية»، مشيرة إلى أن «هذا الأمر يفتح الباب أمام خيارات يمكن أن يذهب إليها الاحتلال في المجالَين العسكري والأمني».وتخشى المقاومة من محاولة الاحتلال تنفيذ عمل أمني ضدّها داخل القطاع، وسط رصْد إشارات ومعلومات تشير إلى نيّته التحرّك في هذا الاتجاه. إشارات تتوازى مع تقديرات بأن المستوى السياسي الإسرائيلي يفكّر في الهروب من الضغط الذي يتصاعد في الضفة ويؤثّر على مستقبله السياسي، عبر نقل المعركة إلى غزة، وسط تعرّضه لانتقادات حادّة من قِبَل المستوطنين، بدأت تتصاعد في الآونة الأخيرة. وبحسب التفكير الإسرائيلي، فإن فتح مواجهة عسكرية جديدة مع غزة سيُنتج هدوءاً في الضفة، وسيمنع تدهورها بشكل كبير. إلا أن هذه التقديرات تتخوّف من عدم قدرة جيش الاحتلال على تحقيق إنجازات عسكرية في القطاع، وسط تنامي المجموعات المسلحة في الضفة الغربية، ما يُنذر بوضع أمني معقّد تشتعل فيه مختلف الجبهات الفلسطينية، ويعقّد الوضع الأمني، ومن قَبله السياسي، ويواجَه بمعارضة دولية وأميركية في ظلّ التركيز على الحرب الروسية الأوكرانية.
في الإطار ذاته، كشف المصدر أن فصائل المقاومة ناقشت، خلال اجتماعها الأخير، تطوّرات الأوضاع في قطاع غزة وفي الضفة، ورفعت، على إثر ذلك، من جهوزيتها واستعدادها لأيّ طارئ، كما اتخذت مجموعة من الإجراءات الأمنية والعسكرية لتلافي ضربة مفاجئة من قِبَل جيش الاحتلال. وتتزامن الإجراءات هذه مع تحريض كبير في وسائل الإعلام العبرية ضدّ قطاع غزة وبعض الشخصيات القيادية في المقاومة داخله، وهو ما حذّرت منه سابقاً فصائل المقاومة، وقالت إن تنفيذ التهديدات سيؤدّي إلى رد قاسٍ وإلى اندلاع مواجهة كبيرة.
بحسب التفكير الإسرائيلي، فإن فتح مواجهة مع غزة سيمنع تدهور الأوضاع في الضفة


وزعم مراسل «القناة 12» العبرية، أوهاد حمو، أن مجموعات «عرين الأسود» تلقّت أموالاً تصل إلى قرابة المليون دولار من حركة «حماس» في قطاع غزة، عن طريق المقاوم المعتقل لدى الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، مصعب أشتيه. وكانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع قد عقدت، مساء الجمعة الماضي، مؤتمراً صحافياً في أعقاب الأحداث المتصاعدة في القدس والضفة المحتلتَين، قالت فيه إنها «تتابع عن كثب ما يقترفه العدو الصهيوني المجرم من جرائم بحقّ شعبنا ومقدّساتنا من تدنيس للأقصى واعتداء على مرابطيه واستخفاف بكل الأعراف والقوانين والقيم، واستفزاز لمشاعر شعبنا وكل الأحرار في العالم، وعدوان سافر على مدن وقرى ومخيمات ضفتنا الباسلة وأحياء عاصمتنا الأبدية، وما يتعرض له مخيم شعفاط الأبيّ من عدوان همجي سافر في محاولة للتغطية على فشل وعجز جيش العدو أمام أبطال شعفاط وأبطال شعبنا في كل مكان». وأكدت أنه «إزاء ما يجري في القدس المحتلة وأحيائها وفي مدن الضفة المحتلة، نشدّ على أيدي إخواننا ورفاقنا ومقاتلينا الأبطال من كل الفصائل الفلسطينية ومن عموم أبناء شعبنا البطل، ونخصّ بالذكر مجموعات العرين الأسود الباسلة، وكتيبة جنين وكتيبة نابلس وكتيبة طولكرم، وجميع التشكيلات المقاومة التي تنشأ تباعاً في كل مناطق ضفتنا المباركة، تعبيراً عن روح شعبنا الأصيلة في مقارعة المحتلّ وقراره النهائي بالردّ على عدوان الاحتلال على القدس والأقصى مهما كانت النتائج ومهما عظمت التضحيات». وحذّرت من أن «المساس بالأقصى وازدياد جرائم العدو بحقّ أهلنا في القدس، وتدنيس مقدسات شعبنا بالطقوس الدينية التوراتية تحت حجج واهية وعناوين وقحة، هو نذير شؤم على هذا الاحتلال، وإيذان بقرب زواله واندحاره»، داعيةً الفلسطينيين في القدس والضفة وفي فلسطين المحتلّة عام 1948 إلى «تصعيد الغضب والاستمرار في الرد على العدوان الصهيوني الهمجي على المقدسات».
إلى ذلك، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، «الشاباك»، أمس، اعتقال فلسطينيَّين في الداخل المحتل عام 1948 من سكان النقب، بزعم أنهما كانا «على اتصال بمنظّمة» في غزة، ونفّذا مهام تحويل أموال، ونقل أسلحة، وجمع معلومات استخبارية عن جيش الاحتلال.