غزة | بعد وقت قصير على اغتيال جيش الاحتلال أحد أبرز قيادات مجموعة «عرين الأسود» في نابلس، الشهيد وديع الحَوح، أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، عقب اجتماع طارئ لها، الحداد والإضراب الشامل في القطاع، داعيةً إلى عقْد اجتماع للغرفة المشتركة، إسناداً للمقاومة في الضفة الغربية المحتلّة، وحاضّةً الجماهيرَ على الخروج إلى الشوارع بعد صلاة العشاء في مسيرات دعم للضفة والقدس، وتنفيذ فعاليات ميدانية تضامناً مع نابلس. وبحسب مصادر فصائليّة تحدّثت إلى «الأخبار»، فقد جرت خلال الاجتماع مناقشة تطوّرات الأوضاع في الضفة، وجرائم العدو المتصاعدة هناك. كما جرى، وفق المصادر، الاتفاق على الاستمرار في دعم المقاومة في الأراضي المحتلّة بالوسائل كافّة، وعدم السماح بإنهاء الحالات العسكرية التي ظهرت أخيراً مِن مِثل «عرين الأسود» و«كتيبة جنين». وكان القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، أعلن «الإضراب الشامل بدءاً من الساعة 12 ظهراً وحتى آخر النهار، بحيث تُغلِق المحال التجارية أبوابها، وتتوقّف كلّ مظاهر الحياة بما في ذلك المرافق الحكومية والتعليمية وغيرها»، مشيراً إلى أن «الإضراب سيشمل أيضاً توقّف حركة السير عند الساعة الثانية بعد الظهر، والوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح الشهداء، وإطلاق صفارات الإنذار إسناداً لأهلنا الصامدين في الضفة والقدس». وحضّ البطش فلسطينيّي الداخل المحتلّ على «أوسع تحرّك نصرةً لشعبنا في كلّ المناطق»، حاثّاً أيضاً الفلسطينيين في الشتات على «التحرّك أمام سفارات الاحتلال رفضاً للعدوان وتأكيداً على حق شعبنا في المقاومة».
نعت الفصائل الفلسطينية الشهداء الستّة، مُوجِّهةً التحيّة إلى أبناء الأجهزة الأمنية في نابلس

وفي الإطار نفسه، نعت الفصائل الفلسطينية الشهداء الستّة، مُوجِّهةً التحيّة إلى أبناء الأجهزة الأمنية في نابلس الذين تصدّوا لقوات الاحتلال فجر أمس، داعيةً السلطة إلى «إسناد أبناء شعبها ووقْف التنسيق الأمني». ورأى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، أن «نابلس ترسم بدم الشهداء مسار العزة والفخار»، وأن «هذه التضحيات لن تزيد الثورة في الضفة إلّا اشتعالاً، وسيندم الاحتلال على ارتكابه هذه الجرائم»، مضيفاً أن «عرين الأسود قوّة بحجم فلسطين، وستظلّ موئلاً لكلّ المقاومين الذي يجسّدون وحدة الدم والمصير، والقادم أعظم». ووصفت «الجهاد الإسلامي»، بدورها، ما جرى في نابلس بأنه «إجرام وإرهاب منظَّم، لن يُرهب شعبنا ولن ينال من عزيمته وإصراره على الاستمرار في مقاومته للعدو»، مؤكدة أن «نابلس جبل النار ستبقى عصيّة على الانكسار، وستُثبت لهذا العدو المجرم أن حصاره للمدينة لأسبوعَين يثبت فشله الذريع أمام إرادة شعبنا». وقالت حركة «فتح»، من جهتها، في بيان، إن «الشعب الفلسطينيّ سيجابه عدوان الاحتلال، وسيدافع عن حقوقه الوطنية والتاريخية المشروعة»، مضيفةً أن «ما تتعرّض له محافظة نابلس من حصار وعدوان مستمرَّين لن يوهن إرادة شعبنا أو صموده أو وحدته»، داعيةً إلى «تصعيد المقاومة الشعبية ضدّ الاحتلال، وكسْر الحصار عن شعبنا في محافظة نابلس»، فيما حذّرت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» من أن «دماء شعبنا ومقاومته وقادته لن تكون ورقة في صناديق الاقتراع الإسرائيلية»، حاضّةً على «تصعيد الاشتباك مع الاحتلال والمستوطِنين».
إلى ذلك، فتحت زوارق حربية إسرائيلية، أمس، نيران أسلحتها الرشّاشة وقنابل الغاز السام تجاه مراكب الصيّادين شمال قطاع غزة بشكل مكثّف، فيما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائفها تجاه البحر أيضاً لإخافة الصيّادين، الذين غادروا المنطقة حفاظاً على حياتهم.