بعد طول تردّد في الإقدام على عملية واسعة في الضفة الغربية، مُناظِرة لتلك التي شنّها العدو عام 2002، اتّخذ يائير لابيد وبني غانتس قرارهما بتنفيذ عدوان واسع ضدّ مدينة نابلس، يبدو أنه لن يقف عند حدود ما جرى أمس. عدوانٌ يَظهر، في جانب منه، مدفوعاً بحسابات الرجلَين الانتخابية، والتي تَحملهما على فعل أيّ شيء من أجل مواجهة المناكفات التي يلاحقهما بها بنيامين نتنياهو، بعدما كانت الخشية من تبعات أيّ عملية كبرى هي التي حالت دون إقدامهما على خطوة كهذه طوال الأشهر الماضية، على رغم تصاعد عمليات المقاومة وتوسّعها في الأراضي المحتلّة. ولئن كانت الخسارة التي مُني بها الفلسطينيون أمس كبيرة، باستشهاد القيادي البارز في «عرين الأسود» وديع الحَوح وآخرين، فإن واقعة ليل الاثنين - الثلاثاء الدامية، لن تكون، على رغم الانتشاء الإسرائيلي العارم بها، ضمانةً بانتهاء مسلسل الاشتباك المتنقّل، وخصوصاً في ظلّ الثبات الذي أظهرتْه «العرين» وسواها من المجموعات العسكرية الناشئة، ورسائل الدعم التي حظيت بها من فصائل المقاومة في غزة، فضلاً عن استمرار، بل وتَعزّز، الحوافز التي ستدفع مزيداً من الشبّان إلى استلهام النماذج والأيقونات المتشكّلة أخيراً، مع ما يعنيه ذلك من عمليات إضافية تتوالى الإنذارات الإسرائيلية من إمكانية وقوعها خلال فترة الانتخابات العامة المرتقَبة بعد أيّام في الكيان