على خلاف عادته منذ بدء العدوان السعودي - الأميركي على اليمن، خاطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النظام السعودي بهدوء، ناصحاً إياه باستغلال أجواء ما بعد جريمة قتل جمال خاشقجي، لوقف الحرب على اليمن. لم يستغل نصرالله المناسبة للتشفي بحكام السعودية. على العكس من ذلك، خاطبهم بهدوء لافت، مشيراً إلى أن كافة قوى محور المقاومة التزمت موقف المراقب تجاه قضية خاشقجي، على رغم أنه بات «شبه محسوم أنّ خاشقجي خُطف وعُذّب وقُتل وقُطّع بالمنشار في القنصلية السعودية في تركيا». ومن الواضح، بالنسبة إلى نصرالله، أنّ هذا الحدث «يكبر وإدارة ترامب محشورة جدّاً، والحكّام السعوديون بوضعٍ لا يُحسدون عليه، وهناك مناخ باتجاه عقوبات ومقاطعة دبلوماسية، والأهمّ هو تداعيات هذا الملّف. والكلام عن عناصر مارقة لا يمكن أن يمر». أما من جهة حزب الله، «وعلى رغم الصراع في المنطقة الذي يقوده المحور الأميركي - السعودي، وعلى رغم ألمنا الكبير جداً من النظام السعودي، خصوصاً في ما يتعلق بحرب اليمن، حاولنا أن نبقى في موقع المراقب، على رغم أنها حادثة يمكن الاستفادة منها». عوض «استغلال الحادثة»، اختار نصرالله توجيه نصيحة إلى خصمه الإقليمي، بأنّه «الوقت المناسب لاتخاذ موقف جريء وشجاع لوقف الحرب على اليمن، ووقف إطلاق النار على كلّ الجبهات والإذن لليمنيين للذهاب إلى الحلّ السياسي والمصالحة الوطنية. الاستمرار بهذا العناد سيؤدي إلى الهلاك، فالغطاء الدولي والعالمي لحربهم على اليمن بدأ ينهار، خصوصاً بعد هذه الحادثة». واعتبر نصرالله أنّ صورة السعودية في العالم «في وضعٍ لم يسبق له مثيل من السوء منذ مئة سنة».كلام نصرالله أتى خلال الاحتفال باليوبيل الفضي للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم - مدارس المهدي، فأكدّ «أنّها مسيرة في كلّ مؤسساتها وبرامجها وتشكيلاتها، تسير إلى الأمام على رغم رهانات الأعداء والعقوبات»، مُشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» يستخدمون العلم والتكنولوجيا «للهيمنة والنهب وإذلال الشعوب والحكومات». وكان الاحتفال مُناسبة، ليؤكد نصرالله أنّ «وضعنا على المستويات السياسية والأمنية والمعنوية والمالية والشعبية والاجتماعية والمالية والمحلية والإقليمية، بألف خير وسيبقى إن شاء الله بألف خير، ونحن أفضل من أي زمن مضى».
وتناول نصرالله آخر المُستجدات في فلسطين، فقال إنّ «الموقف الحاسم الذي أعلنته الفصائل الفلسطينية في غزة هو عدم التراجع والاستعداد للمواجهة والتحدي»، مؤكداً أنّ «الفلسطينيين في غزة ليس لديهم أي خيار آخر سوى الوقوف والصمود، وإسرائيل تضعهم أمام خيارين إمّا القتال أو الموت جوعاً. الفلسطينيون يرفضون الموت جوعاً، ويمكنهم كسر الحصار عنهم وفرض شروطهم. وما سيجري في الأيام المقبلة مهم جداً لقطاع غزة وللمنطقة».