وفقَ المعلومات، تلقف الثلاثة المبادرة بالكثير من الإيجابية، وتكثفت الاتصالات مع حزب الله الذي «لم يعارضها، لكن بشرط قبول رئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان بها». الأخير، الذي التقى وزير المال علي حسن خليل يومَ أمس لم يعطِ ضيفه جواباً نهائياً، لكن ما نُقل عن مصادر الحزب الديموقراطي، وهو التمسّك بقرار «أن يُطالب الوزير صالح الغريب في أول جلسة لمجلس الوزراء بإحالة القضية على المجلس العدلي والتصويت على ذلك داخل الجلسة»، كان يكفي لتكوين اقتناع بأن المبادرة مرفوضة من قبَل أرسلان، وبذلك تكون المحاولة الجديدة قد تعطلت وعاد الجميع الى النقطة الصفر. على خط موازٍ، لم تتوقف محركات رئيس الحكومة الذي زار عون في بعبدا أمس، مؤكداً أنه «يريد الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، لكن رئيس الجمهورية لم يُجبه سلباً ولا إيجاباً»، بحسب مصادر أشارت الى أن «الحريري عادَ وأكد أن الحكومة لا يُمكن أن تتعطّل أكثر من ذلك، وأن لا لزوم لمجلس عدلي بما أن القضية تأخذ مسارها القضائي». ولفتت المصادر إلى أن رئيس «الحكومة مصرّ على الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء قريباً جداً»، لكن رئيس الجمهورية رفض الموافقة على عقد جلسة للحكومة من دون مخرج ملائم للقضية والوصول إلى اتفاق، ما انعكس سلباً على اللقاء الذي خرج منه الحريري غير مرتاح، فلم يدل بأي تصريح، مكتفياً بالقول «تفاءلوا بالخير تجدوه» ما أوحى بأن الأمور غير ناضجة.
بري: مبادرة جنبلاط فرصة يجب أن يتعامل معها الجميع بإيجابية
الفرز السياسي الحاصل سيؤدي الى نتيجة من اثنتين في حال انعقاد الجلسة. إما «حضور جميع الكتل السياسية الى الجلسة وتحولها الى ساحة نزال بين الأطراف المعنية»، وإما «مقاطعتها من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر وأرسلان معاً». وبين هذه النتيجة وتلك، فإن أحداً لا يملك جواباً عما إذا كان التفاوض سيستكمل في الساعات المقبلة، أم إن حدة التوتر والتصعيد ستزداد. على وقع هذه المؤشرات، رأى الرئيس برّي أن «مبادرة جنبلاط هي فرصة أخيرة يجب أن يتعامل معها الجميع بإيجابية»، معتبراً أمام زواره أنها «منطقية ولا تظهر أحداً بمظهر المنكسر». وقال برّي «في حال سلكت المبادرة طريقها الى النجاح، فلن تعود هناك مشكلة في انعقاد الحكومة ولا في التصويت بسبب الإجماع السياسي على الحل، على أن يجري رئيس الجمهورية في ما بعد مصالحة شاملة بين الأطراف تطوي هذا الملف نهائياً». من جهتها، اعتبرت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي أن «جنبلاط، كما يعلم الجميع منفتح على كل الحلول، ووضع الأمور في نصابها». واستغربت المصادر «رفض أرسلان المبادرة»، معتبرة أنها «نقطة تسجّل لمصلحة جنبلاط، حيث يظهر هو أكثر ليونة، فيما يظهر الآخرون كأنهم يرفضون كل المساعي ويتمسّكون بشروطهم التي تعطّل عمل الحكومة».