بعد «الترشيق» الذي لحق بربطة الخبز «العربي» وأفقدها 100 غرام من وزنها، اللبنانيون اليوم مهدّدون بخسارة «ترف» الـ«باغيت» والـ«كرواسان»، وربما الاستعاضة عنهما بـ«كعكة العصرونية» و«بريوش» الأفران وأقراص التمر!أصحاب المخابز الكبرى يؤكدون أن قيود المصارف تحول دون استيراد المواد الأولية التي تدخل في صناعة هذه المنتجات، ما يهدد بفقدانها من الأسواق قريباً، فضلاً عن خسارة كل المنتجات التي تدخل في صناعتها «مواد أولية مستوردة من بعض الدول الأوروبية»، أبرزها «خليط الأسمر» و«خليط الذرة» و«خليط الشوفان». ومنها الـ«Bouchée de pain» على اختلاف أنواعه، والـ«Brioche Tressée» والتوست المصنعة بالخميرة، وكل هذه تدخل في إنتاجها «محسّنات» مستوردة من فرنسا وإيطاليا، والحليب الدنماركي والزبدة الهولندية.
بحسب مسؤول في أحد الأفران الكبيرة، فإن هذه الأزمة «فاقمتها قيود المصارف على التحويلات إلى الخارج، ولأن شركاءنا المستوردين يتقاضون من الأفران والمخابز مستحقاتهم بالدولار، بحسب سعر صرفه في السوق السوداء»، اتجه بعض أصحاب المخابز إلى خيارات بديلة لتقليل قيمة خسائرهم؛ منهم من فضّل «وقف الاستيراد الأوروبي والاعتماد على ما تبقّى لدينا من مخزون إلى حين انفراج الأزمة»، ومنهم من استعاض عن المكوّنات الأوروبية كالفستق والجوز والكاجو والسمنة الحيوانية والمكمّلات التي تدخل في صناعة الخبز الإفرنجي، بـ«بدائل تركية ومصرية وإيرانية». لكنّ لهذه، بحسب أصحاب الأفران، تبعات على الـ«Quality»، لأن «المكونات البديلة ليست بجودة الأوروبية». صحيح أن «محسّنات الخبز المصرية والتركية أرخص بكثير، لكنها تستدعي استخدام كميات مضاعفة للحصول أقله على الشكل والقوام المعتادين». وفي حال استمرت الأزمة، يتخوّف البعض من هؤلاء من أن يجبروا على اتخاذ إجراءات أكثر سوءاً، تبدأ بـ«صرف موظّفين وإغلاق فروع، وقد تنتهي بالإقفال النهائي»!
انطلاقاً من «ضرورة الحفاظ» على الـstandard نفسه، يبدأ نذير الفاكهاني، أحد المديرين المؤسّسين لـ«Cheese & Olives»، شروحاته لتبرير «رفع سعر الخبز الطري والسمسم الذي تدخل في صناعته المواد المحسّنة (Puratos) المستوردة من بلجيكا». لا ينكر الفاكهاني أن «أكلاف صناعة الخبز ارتفعت نتيجة استمرار الأزمة النقدية»، لكنه ارتفاع يرى أنه «ما زال طفيفاً». والخطر الحقيقي، وفق حساباته التي تنسحب أيضاً على أغلب المخابز الكبرى، يكمن في «عدم تحرّك اللبنانيين أمام كل ما يتهدّد رغيفهم اليومي»، مستغرباً اعتراض بعض زبائنه على «ارتفاع سعر الخبز الإفرنجي وهم فقدوا بالأمس القريب 100 غرام من قيمة ربطة الخبز العادية».