تدخُل البلاد غداً، مع حلول المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، مرحلة الاستحقاقات الحساسة التي تطبعها أكثر من محطة في السياسة والأمن والاقتصاد، بينما تعجَز القوى السياسية عن استيلاد حكومة تواكب الفراغ الرئاسي الذي أصبحَ أكثر الخيارات تقدّماً بالنسبة للجميع.في الملف الحكومي، لم يسجّل في اليومين الماضييْن أي تقدّم رغمَ الحركة السياسية، باستثناء الكلام الجديد لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عن الدعوة إلى تعويم الحكومة الحالية.
فيما لم تنجح اللقاءات التي جمعت رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي برئيس مجلس النواب نبيه بري في تذليل أي عقبة. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة أن «بري لم يعُد يخفي استياءه من الطريقة التي يتعامل بها ميقاتي والتي تؤشر إلى عدم رغبته في تأليف حكومة»، مشيرة إلى أن «تطورات الأيام الأخيرة، لا سيما لجوء ميقاتي إلى دار الفتوى لحماية نفسه واستنهاض السنة معه، عمّق الخلاف مع رئيس الجمهورية وفريقه». واعتبرت مصادر بارزة أن «أخطر ما في هذا الملف أن عدم تشكيل حكومة جديدة تستلم عهد الفراغ الرئاسي سينتج منه تكتّل مسيحي للدفاع عن صلاحيات رئيس الجمهورية، إذ لن يقبَل أي طرف سياسي مسيحي بأن تتسلم حكومة تصريف الأعمال دور رئيس الجمهورية، وهذا ما يُفسر عدم دفاع القوات مثلاً عن ميقاتي في المعركة بينه وبين الرئيس ميشال عون.