عملياً، دخلت البلاد أمس مراوحة ستستمر على الأقل إلى ما بعد شهر رمضان مع تواتر الأعياد المسيحية والإسلامية في الأسابيع المقبلة، مع خرق يتمثل بزيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي وصلت إلى بيروت ليل أمس، في إطار جولتها على عدد من دول المنطقة تشمل مصر والأردن وتونس.
وعلمت «الأخبار» أن جدول اجتماعات ليف يتضمن لقاءات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. كما ستستقبل وفد نوّاب سنة وآخر من النواب «التغييريين». إلا أن اللافت أن زيارة المسؤولة الأميركية لم تتضمن، حتى مساء أمس، أي لقاءات مع القوى والكتل المسيحية الأساسية كالبطريرك بشارة الراعي والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب. وهو موقف لافت في وقت تقود بكركي مبادرة لمحاولة جمع الأطراف المسيحية حول اسم مرشح للرئاسة، وهو ما قرأته مصادر سياسية بأن «الملف الرئاسي ليس أولوية أميركية ولا أسماء لدى واشنطن لتناقشها مع بكركي والمسيحيين»، وأعربت عن اعتقادها بأن زيارة ليف «مجرد تعبير عن عدم رضا أميركي على الطروحات الفرنسية في شأن المقايضة وغيرها، من دون أن يكون هناك طرح أميركي في المقابل».
إلى ذلك، أطاحت الخلافات السياسية واعتراض عدد من الكتل النيابية على عقد جلسة تشريعية، بالجلسة التشريعية التي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري ينوي الدعوة إليها لدرس عدد من اقتراحات القوانين. وأدى موقف هذه الكتل، خصوصاً كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، إلى إلغاء اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الذي كان مقرّراً الاثنين. وقالت مصادر نيابية أن الإلغاء أتى بعدَ إبلاغ رئيس المجلس بموقف القوات المعروف، لكن الأهم كانَ موقف التيار، بعدما أشيعت أخبار عن إمكان مشاركته التي يشترط أن تكون «للأمور الضرورية»، من بوابة بتّ مصير الانتخابات البلدية والاختيارية المفترض إنجازها في أيار المقبل، وهو استحقاق أكثر من موجب لالتئام المجلس. التأجيل أعلنه، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أمس، عقب لقائه برّي، إذ قال من عين التينة، «تم تأجيل انعقاد هيئة مكتب مجلس النواب لمزيد من البحث وللإفساح في المجال لإحالة بعض مشاريع واقتراحات القوانين على اللجان النيابية لدرسها، لتكون الجلسة المقبلة لمجلس النواب جلسة منتجة على صعيد إقرار القوانين».