أعلن مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أحمد أوزمجو، أن الخبراء لم يتمكّنوا بعد من الوصول إلى مدينة دوما السورية في الغوطة الشرقية للتحقيق في الهجوم المفترض بالغاز السام. وقال خلال جلسة طارئة تعقدها المنظمة اليوم، إن الفريق لم ينتشر بعد في دوما، مضيفاً أن المسؤولين الروس والسوريون «أبلغوا الفريق أنه لا تزال هناك قضايا أمنية عالقة يجب الانتهاء منها قبل الانتشار».
الموقف الأميركي:
المندوب الأميركي لدى المنظمة، كين وارد، قال إن روسيا قد تكون زارت موقع الهجوم المفترض بالغاز السام في دوما، «وعبثت» بالأدلة لإحباط «جهود بعثة تقصّي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال». وتابع أن ذلك في حال ثبوته، سيثير «أسئلة جدية» حول قدرة بعثة تقصّي الحقائق على القيام بعملها، والتقى المجلس التنفيذي للمنظمة بعيداً عن الإعلام، وخلال الاجتماع، دعا المندوب الأميركي في الهيئة المكوّنة من 41 عضواً الى «إدانة الحكومة السورية بسبب حكمها بالإرهاب الكيميائي، والمطالبة بمحاسبة دولية للمسؤولين عن هذه الهجمات الشنيعة». كما حضّ المندوب سوريا على «إنهاء هذه المهزلة والوقف الفوري لمثل هذه الهجمات، وتفكيك كل جوانب برنامجها للأسلحة الكيميائية».

الموقف البريطاني:
الوفد البريطاني لدى المنظمة، قال في بيان نشره على «تويتر» إن «روسيا وسوريا لم تسمحا للمفتشين بدخول دوما».

خلال الاجتماع الطارئ للمنظمة في لاهاي اليوم، أطلع رئيسها الأعضاء المشاركين على مسألة انتشار فريقه. وحضّ السفير البريطاني بيتر ويلسون خلال الاجتماع على «التحرك لمحاسبة المنفذين». وخلال الاجتماع أيضاً، رأت فرنسا أن الأولوية بعد الضربات هي «تمكين منظمة حظر الاسلحة الكيميائية من إنجاز تفكيك البرنامج الكيميائي السوري ــ السري».

الموقف الروسي:
اتهم مندوب روسيا ألكسندر شولغين «الأجهزة البريطانية الخاصة بالوقوف وراء سيناريو الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما» وقال: «هناك أدلّة لا تقبل الجدل بأنه لم يكن هناك حادث يوم 7 نيسان في مدينة دوما، وأن كل هذا مجرد استفزاز مخطط من قبل أجهزة الاستخبارات البريطانية، بمشاركة خاصة ربما من واشنطن، بهدف تضليل المجتمع الدولي وتبرير العدوان ضد سوريا». وأكد شولغين أن روسيا «لم تجد دليلاً على استخدام الأسلحة الكيميائية، ولكن تمّ العثور على المشاركين في مرحلة تصوير الفيديو المفبرك». وبعدما قال الوفد البريطاني إن الزيارة المقررة اليوم لمفتشي المنظمة «تأخّرت بسبب منع من روسيا وسوريا»، ردّت روسيا بأنّ التأخير جاء «نتيجة للضربات الجوية الغربية التي وقعت قبل يومين». من جهته، رأى الكرملين، اليوم، أن «لا أساس» لاتهام روسيا بعرقلة وصول بعثة المنظمة الى مدينة دوما، وفق المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الذي أكّد أن روسيا كانت منذ البداية «مع تحقيق محايد».
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أيضاً إن «روسيا لم تعبث بأي أدلة على صلة بهجوم كيميائي»، وأضاف أن ما تحدثت عنه بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عن هجوم كيميائي نفذته القوات السورية، يعتمد على «تقارير إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي» واصفاً ما حصل بالـ«تمثيلية».