أعلن الكرملين مساء اليوم، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد التقى اليوم نظيره السوري بشار الأسد في مدينة سوتشي الروسية. الرئيس الأسد أكّد لنظيره الروسي بوتين، خلال لقائهما استعداده لبدء عملية التسوية السياسية، كما أكّد الرئيسان على ضرورة تهيئة ظروف إضافية لعملية سياسية كاملة الشكل في سوريا، بحسب ما نقل الكرملين.
من ناحيتها، أكّدت رئاسة الجمهورية العربية السورية، أن اللقاء تم بحضور وزيري الدفاع والخارجية الروسيين. ونقلت الرئاسة تصريحات الرئيسين في بداية لقاء القمة في سوتشي:

الرئيس بوتين:
سيادة الرئيس أنا سعيد جدا باستقبالكم في روسيا، وقبل كل شيء أقدم لكم التهاني بحلول شهر رمضان المبارك كما أهنئكم على النجاحات الكبيرة التي أحرزها الجيش العربي السوري في الحرب ضد الإرهاب، وبفضل جهود الجنود السوريين تم تحقيق خطوات هامة جدا في الفترة الأخيرة من أجل تعزيز السلطة الشرعية في البلاد، وتم التخلص من الإرهابيين في مناطق مهمة من سوريا، الأمر الذي أتاح المجال للبدء بإعادة إعمار البنية التحتية في البلد بعد طرد الإرهابيين ووضع حد لتهديد للعاصمة دمشق.
والآن بفضل هذه النجاحات العسكرية تم خلق ظروف إضافية مناسبة لاستئناف مسار العملية السياسية الكاملة، وقد تم إحراز تقدم كبير في إطار عملية أستانا، كما تم إحراز تقدم واضح أثناء مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، والآن بإمكاننا الإقدام على الخطوات التالية بشكل مشترك، والهدف المنشود الآن هو إعادة إعمار الاقتصاد وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين، وكما تعلمون نحن على تواصل مع جميع الأطراف المعنية بهذه العملية المعقدة بما في ذلك الأمم المتحدة والمبعوث الأممي السيد ديمستورا، وأود أن أناقش معكم كل هذه الاتجاهات لعملنا المشترك وأهلا بكم.

الرئيس الأسد:
شكرا لكم سيادة الرئيس. أود في البداية أن أقدم لكم التهنئة بمناسبة بدء ولايتكم الدستورية الجديدة، وأعتقد أن نتائج الانتخابات الأخيرة هي دليل على أن السياسيات التي اتبعتموها سواء على الساحة الداخلية أو الخارجية أرضت الشعب الروسي الذي رأى بأنها تعطي لروسيا موقعاً أكبر فأكبر كل يوم على الساحة الدولية.
ويسعدني أن نلتقي اليوم مرة أخرى في سوتشي بعد عدة أشهر من لقائنا الأخير هنا، والحقيقة أن الكثير من التغيرات الإيجابية تمت بين هذين اللقاءين خاصة فيما يتعلق أولا بمكافحة الإرهاب، فساحة الإرهابيين في سورية أصبحت أصغر بكثير وخلال الأسابيع الأخيرة فقط، مئات آلاف السوريين عادوا إلى منازلهم وهناك ملايين أيضا في طريقهم إلى العودة وهذا يعني المزيد من الاستقرار وهذا الاستقرار هو باب واسع للعملية السياسية التي بدأت منذ سنوات.
طبعا نحن كما أعلنا سابقاً نعلن اليوم أيضا مرة أخرى أننا دائما ندعم ولدينا الكثير من الحماس لهذه العملية لأنها ضرورية بالتوازي مع مكافحة الإرهاب، ونعرف بأن هذا الموضوع لن يكون سهلاً، لأن هناك دول في العالم كما تعلمون لا ترغب أن ترى هذا الاستقرار كاملا في سوريا، مع ذلك نحن وأنتم والأصدقاء الشركاء في عملية السلام سوف نستمر بنفس القوة من أجل تحقيق السلام، وهذا اللقاء اليوم هو فرصة لوضع رؤية مشتركة للمرحلة القادمة بالنسبة لمحادثات السلام سواء في أستانة أو في سوتشي.
مرة أخرى أشكركم وأستغل الفرصة لنقل الشكر للقوات العسكرية الروسية خاصة القوات الفضائية التي كان لها دور هام جدا في مكافحة الإرهاب خلال السنوات الماضية.


لقاء القمة في سوتشي بين الرئيسين شمل إجراء مشاورات ومباحثات مطولة بين الجانبين، بحثا خلالها مختلف القضايا المشتركة بين البلدين، وآخر التطورات الميدانية، ومستجدات العملية السياسية في سوريا.
حيث أكد الرئيس بوتين:
خلال اللقاء الذي أجريناه اليوم ناقشنا الخطوات المشتركة اللاحقة بشأن متابعة مكافحة الإرهاب في سورية، وتناولنا الانتصارات والنجاحات التي حققها الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب وإعادة الاستقرار في البلاد الأمر الذي وفر الظروف المواتية لمتابعة العملية السياسية.
وبهذا الصدد أكد الرئيس الأسد أنه سيرسل لائحة بأسماء المرشحين لعضوية لجنة مناقشة الدستور في قائمة الحكومة السورية في أقرب وقت ممكن إلى الأمم المتحدة، وروسيا رحبت بهذا القرار وتدعمه كل الدعم، وذلك في ضوء الاتفاقات التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد قبل أشهر في سوتشي. وإلى جانب تفعيل العملية السياسية نرى أنه من الضروري اتخاذ الخطوات اللازمة لدعم الاقتصاد في سورية. وأيضا ضرورة حل القضايا الإنسانية المعقدة.. ونتطلع إلى دعم الأمم المتحدة وجميع الدول المعنية بحل الأزمة في سوريا.
ونؤكد أنه مع تحقيق الانتصارات الكبرى والنجاحات الملحوظة من قبل الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب، ومع تفعيل العملية السياسية، لا بد من سحب كل القوات الأجنبية من أراضي الجمهورية العربية السورية.

ومن جانبه قال الرئيس الأسد:
كان لقاؤنا اليوم مثمرا بكل ما تعنيه الكلمة، حيث قيّمنا في البداية الوضع العسكري، وكان تقييمنا إيجابياً لما تم إنجازه في مسيرة مكافحة الإرهاب. وخاصة تأثير هذه العمليات العسكرية على إعادة الوضع للحالة الطبيعية، وبالتالي عودة المواطنين إلى منازلهم. وأود أن أوجه الشكر إلى الرئيس بوتين والحكومة الروسية التي لم تتوقف خلال مراحل الأزمة المختلفة عن تقديم الدعم الإنساني للمواطنين السوريين الذين نزحوا من المناطق المختلفة بسبب الإرهاب.
كما بحثنا موضوع التعاون الاقتصادي خاصة الاستثمارات المتزايدة للشركات الروسية مؤخراً في سورية في مختلف المجالات، وما هي الخطوات الممكنة لدفع المزيد من الشركات للاستثمار في سوريا والمشاركة في إعادة الإعمار. بالإضافة الى تقييم العملية السياسية خلال الأشهر الماضية، خاصة بعد مؤتمر سوتشي، وبعد عدة جولات لمؤتمر استانا، وتحدثنا بالخطوات المطلوبة لدفع هذه العملية، طبعا ركزنا بشكل أساسي على لجنة مناقشة الدستور المنبثقة عن مؤتمر سوتشي، والتي ستبدأ أعمالها بمشاركة الأمم المتحدة، واتفقنا أنا والرئيس بوتين على أن ترسل سوريا أسماء مرشحيها لهذه اللجنة للبدء بمناقشة الدستور الحالي في أقرب فرصة.