عمّان | قالت صبيّة عمّانيّة إنها تضيق بمدينتها. حسابها على تويتر امتلأ بغضب من بطء الإصلاحات السياسيّة. في اليوم ذاته، ظهرت أغنية «آخرته لحن حزين» لفرقة «آخر زفير» على يوتيوب. كانت صديقتنا بحاجة إلى ما يحيطها بهذه الهالة الكئيبة، غير الخالية من الابتذال اللطيف، والحاجة إلى التحرّر. قد يكون هذا التوصيف الأمثل للأغنية التي جذبت أكثر من 30 ألف مشاهد على يوتيوب. الأغنية نفسها تقترح التوصيف الأمثل للحالة العمّانيّة الهلاميّة: ركاكة الكلام الشعريّة، نوستالجيا إلى عصر موسيقيّ لم يعد موجوداً، هوس بسينوغرافيا نظيفة، وقصّة حب فاشلة تحيل المدينة إلى حالة اسمنتيّة. الفرقة المؤلفة من باسم صايج (غيتار وصوت)، كايد قنيبي (درمز)، سالم دلّل (غيتار) ويزن الرشق (باص غيتار)، أعادت إحياء النقاش حول جدوى الموسيقى الأردنيّة المستقلّة. رسمت حول نفسها هالة مثيرة للفضول، تبدأ من الاسم المغاير، ولا تنتهي بطريقة تسلّلها إلى واجهة المشهد الموسيقيّ، ونجاحها التسويقي. لا يبدو أعضاء الفرقة مفتونين بهذا الظهور المفاجئ، والنجاح الذي لاقته أغنية «آخرته لحن حزين».

فالشباب الأربعة يصرّون على أن اسم الفرقة «آخر زفير» مستوحى من حالة التعب التي عاشوها بعد سنوات من الحفلات، سبقت تسجيل ألبومهم الأول وإنتاج فيديو أغنية «آخرته لحن حزين».
«عَمّانيّة» هذا الفيديو، فتحت الباب على نقاش آخر، حول صورة عمّان، وانفصام المدينة بين غرب وشرق. انتقادات كثيرة طالت تركيز الفيديو على صورة معزولة وفرديّة لغرب عمّان، وهي صورة طبقيّة في النهاية. من جهتهم يدافع أعضاء الفرقة عن هذه الصورة. «السيارة التي ظهرت في الفيديو قديمة، وظهر أعضاء الفرقة بتي شيرت وبوط «كونفرس» يذهبون إلى الحلّاق ويشربون القهوة في الشارع»، يقول باسم مبرراً. ويضيف: «هذا الفيديو كليب لا يستهلك عمّان الشرقيّة ويروّج لها مثل أولئك الذين يريدون أن يظهروا بمظهر البروليتاريين والهيبّيز، فيما يقضون وقتهم في جبل عمّان». الكليب هو رؤية أولى من ألبوم الفرقة الأول «Converse Culture/ اعكس ثقافة» الذي يصدر بتمويل شخصي الشهر المقبل. سيطرح العمل على الشبكة العنكبوتية، ويضمّ أغنيات عدّة، منها «ليلي طال»، وCacharel.
ومن كلمات الأغنية الأخيرة: «لما قلتلك إني بحبك طلعتي عالسما لثانيتين/ نزلتيلي وقلتيلي إنه ريحة السما Cacharel». هذه اللغة التأملية جديدة على المشهد الموسيقيّ الأردني. ربما نستطيع أن نغفر لفرقة «آخر زفير» التفاوت بين ما تقوله في العلن، وما تطبّقه في الواقع، كما ظهر في الفيديو كليب. فالشغف الذي نلحظه عند أعضائها قادر على بثّ روح جديدة في المشهد الموسيقيّ الأردنيّ المستقلّ، في هذه المرحلة على الأقلّ.