أطلق المدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية، في احتفال أقيم، أمس، في السرايا «مشروع الألياف البصرية على جميع الأراضي اللبنانية» الذي يتضمن مدّ ما بين 11000 كيلومتر و15000 كيلومتر من الألياف الضوئية موزّعة في جميع المناطق اللبنانية، وفي الوقت نفسه، بما يتيح للمستهلكين استعمال هذه التقنية للولوج إلى شبكة الإنترنت بسرعة 50 ميغابيت/ ثانية.
هذه الخطوة تأتي بعد جدل تجاري وقانوني حول إعطاء شركتي «جي دي أس» و«ويفز» في منتصف السنة الماضية، ترخيصين لمدّ شبكات ألياف بصرية ”فايبر أوبتيك»، فكان قرار مجلس شورى الدولة بوقف تنفيذ الترخيصين بناء على طعن مقدم من نقابة مستخدمي «أوجيرو» والاتحاد العمالي العام والمحامي علي كمال عباس ومحمد موسى حمية.
عملياً، جاء قرار وقف تنفيذ ترخيص الجراح للشركتين، الصادر عن مجلس شورى الدولة، ليوقف عمل الشركتين ويترك الساحة مفتوحة أمام أوجيرو للانفراد بمدّ شبكة ”فايبر أوبتيك“ تملكها الدولة اللبنانية. هذا يعني أن الجدل لم يُحسم بعد بشأن هذه التراخيص نظراً إلى كون قرار مجلس الشورى مبدئياً وليس نهائياً، إلا أن قرار وقف التنفيذ يعطي أوجيرو أسبقية في مدّ الشبكة والاستفادة من حصّتها الحالية في سوق الاتصالات للاستحواذ على الإيرادات المتأتية من شبكة ”الفايبر أوبتيك».
موقف أوجيرو التجاري يتعزّز مع إعلانها أمس تلزيم المشروع لثلاث شركات (هواوي، كاليكس، نوكيا) تأهلت تقنياً ومالياً من أصل خمس شركات سحبت دفتر الشروط وأربع شركات قدّمت عروضها. وبحسب رئيس هيئة أوجيرو عماد كريدية، فإن العرض الأدنى للتلزيم بلغ 283 مليون دولار من «هواوي» إلا «أننا تفاوضنا مع الشركتين لخفض سعرهما من أجل عدم استئثار شركة واحدة بالعملية ولا سيما أنه توجد لدى الشركات نزعة للتحكم بأسعار الصيانة وقطع الغيار».

كريدية: كل زيادة
في استهلاك الإنترنت بنسبة 10% تخلق
نمواً بنسبة 1.5%

هذه الشركات الثلاث ستعمل بالتوازي اعتباراً من نهاية شهر آذار المقبل وعلى مدى أربع سنوات، لتركيب وتجهيز خزانات ذكية ومدّ شبكة فايبر أوبتيك للمستهلك النهائي، أو ما يعرف بالمرحلة الثانية من شبكة الفايبر أوبتيك التي بدأت أيام كان شربل نحاس وزيراً للاتصالات ولزّم إنشاء المرحلة الأولى التي تتضمن مدّ الشبكة الاساسية في كل المناطق اللبنانية.
هذه المرحلة من مدّ شبكة الألياف الضوئية ممولة عبر قانون برنامج بقيمة 450 مليار ليرة. وتظهر دراسات الجدوى التي قدّمتها أوجيرو في المجلس النيابي أمام لجنة الاتصالات النيابية أن من المفترض أن يردّ المشروع قيمة الاستثمار كاملة في نهاية السنة الثانية على انطلاقه، فيما يرتقب أن تبلغ الإيرادات التراكمية خلال السنوات الأربع نحو مليار دولار، ثم تبدأ الإيرادات بالارتفاع بعد إنجاز المشروع تبعاً لطبيعة الخدمات المقدمة من صوت وصورة وداتا.
وبحسب المعطيات المتداولة، فإن المرحلة التي أطلقتها أوجيرو أمس تتضمن تجهيز وتركيب 4800 كابين (خزانة ذكية) وقد يصل عددها إلى 7000 خزانة تبعاً لعدد المشتركين المرتقب في كل منطقة. وستكون هذه الخزانات صلة الوصل بين الشبكة الأساسية الممدودة أصلاً، وبين كابلات الفايبر أوبتيك التي ستمدها «أوجيرو» من الكابين إلى المستهلك والتي يبلغ طولها ما بين 11 ألف كيلومتر و15 ألفاً.
وحسب أحد العاملين في القطاع، فإن الشق التجاري من مشروع الألياف الضوئية سيضع «أوجيرو» في مرحلة متقدمة جداً، إذ إن حصّة أوجيرو من مستهلكي الإنترنت اليوم تبلغ 65% وهي قابلة للارتفاع أكثر بعد تنفيذ المشروع، علماً بأنه مقابل كل زبون يدخل إلى حسابات القطاع الخاص هناك أربعة زبائن جدد يدخلون إلى «أوجيرو». ويرى كريدية انه «كلما كانت هناك سرعة في التنفيذ، صار هناك صعوبة للشركات اللحاق بنا». وبحسب دراسات الجدوى عن سوق الاتصالات، فإن كل زيادة في نسبة استهلاك الإنترنت بنسبة 10%، تؤمن زيادة في النمو الاقتصادي بنسبة 1.5%. أما تقنياً، فسيفتح مشروع الألياف الضوئية المجال أمام زيادة استهلاك الإنترنت. فمن المعروف أن زيادة السرعة وزيادة القدرة الاستيعابية تؤديان مباشرة إلى زيادة الاستهلاك.