علمت "الأخبار" أن فريق المحامين في الحزب السوري القومي الاجتماعي سوف يقوم صباح غد بتقديم شكوى أمام النيابة العامة التمييزية ضد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بتهمة "التسبب بسقوط ضحايا أبرياء بين المواطنين السوريين المقيمين في لبنان الذين كانوا متوجهين يوم الخميس الماضي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية في سفارة بلادهم في اليرزة".
وكان جعجع قد انتقد قبل يوم من الانتخابات في تغريدة على "تويتر" مشاركة "عشرات آلاف النازحين السوريين في لبنان في المهزلة المأساة المسماة انتخابات رئاسية سورية في مقر السفارة"، لافتاً إلى أن ما سيحصل "يتناقض مع كونهم نازحين لأن تعريف النازح واضح ومتعارف عليه دولياً وهو الشخص الذي ترك بلاده لقوة قاهرة وأخطار أمنية تحول دون بقائه فيها".
وطلب جعجع من رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال "إعطاء التعليمات اللازمة لوزارتي الداخلية والدفاع والإدارات المعنية من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للأسد غداً، والطلب منهم مغادرة لبنان فوراً والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سوريا طالما أنهم سيقترعون لهذا النظام ولا يشكّل خطراً عليهم".

ذلك التصريح وجد صداه بعد ساعات في الشارع. صباح الخميس الماضي. وجدت المواكب التي أقلت الناخبين من الشمال والبقاع بانتظارها عشرات الشبان المنتمين إلى" القوات"، لا سيما على أوتوستراد جونيه وذوق مصبح. الشبان، بحسب ما وثقت الكاميرات، اعترضوا الباصات وأنزلوا راكبيها واعتدوا عليهم بالضرب. ولم يفلت موكب لمواطنين لبنانيين كان في طريقه إلى مارون الراس للمشاركة في اعتصام تضامني مع الشعب الفلسطيني من الاعتداء، وأقدم شبان في جونيه على احراق العلم الفلسطيني.
و في تعلبايا، أدى رشق باص للناخبين بالحجارة واعتراض طريقه إلى وفاة أحد الراكبين بذبحة قلبية ألمّت به نتيجة الخوف و التوتر.

ما جرى نسبه القومي إلى "تحريض جعجع على الأبرياء وإثارة النعرات وتعكير صفو العلاقة بين لبنان و سوريا"، بحسب ما جاء في نص الادعاء الذي سيقدّم غداً كما سيتضمن الادعاء، قيام الشبان بإحراق العلم الفلسطيني.