كان بإمكان إيران الرد بشكل تناسبي على إسرائيل عبر استهداف سفارة أو قنصلية في محيطها، وانطلاقاً من أراضيها. وكان بإمكانها الرد مباشرة أو عبر حلفائها من إحدى ساحات محور المقاومة بقدرات نوعية. لكنّ القيادة العليا في الجمهورية الإسلامية قرَّرت أن يكون الرد انطلاقاً من إيران وأن يستهدف إسرائيل مباشرة. ولذلك، فإن أهم ما يُميِّز هذا الرد، كونه غير تناسبي على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا، على رغم استشهاد عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في تلك الضربة. وهو مستجدّ ينطوي على رسائل ردعية ويؤسس لمعادلة جديدة، ويكشف عن مجموعة حقائق، أهمها محدودية القدرات الذاتية لكيان العدو، والتي دفعت الولايات المتحدة إلى أن تهبّ لنجدته للمرة الثانية خلال ستة أشهر، على رغم محدودية الرد الإيراني، بعد أن فعلت الشيء نفسه، في أعقاب «طوفان الأقصى».